ديلي ميل: تحذير جديد بشأن مخاطر الباراسيتامول وارتفاع حالات التوحد

حذر عدد من الأطباء من استخدام الباراسيتامول بشكل منتظم، حتى عند تناوله بجرعات تُعد آمنة، نظراً إلى مخاطر محتملة على الكبد عند الاستخدام الطويل الأمد.

جاء هذا التحذير في ظل نقاش متصاعد حول الدواء الأكثر استخدامًا لعلاج الآلام والحمى عالمياً، خاصة بعد تصريحات مثيرة للجدل ربطت بين استخدامه والتوحد، مما أثار ردود فعل قوية من المجتمع الطبي، وفق ما جاء في "dailymail".

تفاصيل التحذير والادعاءات المرافقة

رغم قبول الباراسيتامول على نطاق واسع كخيار أول في مسكنات الألم الشائعة، إلا أن التناول المستمر حتى ضمن الجرعات الموصى بها قد يؤدي إلى أضرار جسيمة للكبد. ويُعد هذا الخطر أكبر من مجرد الاستخدام العرضي أو المؤقت.

تتصاعد المخاوف خصوصًا من مفهوم ما يُعرف بـ الجرعة الزائدة المتدرجة، حيث يستهلك بعض الأشخاص كميات بسيطة إضافية من الباراسيتامول يوميًا على مدى أيام أو أسابيع، ما يربك قدرة الكبد على التعامل مع السموم المتولدة ويؤدي في نهاية المطاف إلى تلفه.

بالإضافة إلى ذلك، يتداخل الباراسيتامول مع العديد من الأدوية الأخرى التي قد تحتوي على نفس المركب دون أن يعي المستخدم ذلك، ما يزيد من احتمالية تجاوز الجرعة الآمنة دون قصد.

التصريحات المثيرة للجدل وردود الأطباء

أثارت تصريحات ربط الباراسيتامول بمرض التوحد استياء الأوساط الطبية، واعتُبرت بمثابة إثارة للخوف دون وجود أدلة قوية. وكما أكّدت هيئات تنظيم الأدوية في عدد من الدول، لا توجد دراسات كافية تدعم ربط استخدامه أثناء الحمل بزيادة خطر التوحد.

في المقابل، يشدد الخبراء على أن التركيز يجب أن يكون على الاستخدام المفرط أو المنتظم، وليس على الاستخدام المؤقت. فالباراسيتامول يُعدّ مكونًا شائعًا في علاجات البرد والإنفلونزا، وقد يستهلك بعض المرضى جرعات إضافية دون ملاحظة ذلك.

حثّ بعض الصيادلة والجمعيات الصحية على قراءة مكونّات الأدوية بعناية وتجنُّب التداخل بين منتجات مختلفة قد تحتوي على الباراسيتامول، للحفاظ على سلامة الكبد والجهاز العصبي والكلى.

مقارنة بين الفوائد والمخاطر

من المعروف أن الجرعة الزائدة من الباراسيتامول قد تُسبب فشلًا كبديًا، ولكن المفارقة أن بعض الدراسات تُشير إلى أن تناول جرعات معتدلة ولفترات معتادة أيضًا قد يشكّل خطرًا في بعض الحالات. هذا الخطر يُعد ضئيلًا من الناحية النسبية، لكنه موجود.

كما أظهرت أبحاث حديثة أن بعض مسكنات الألم التي تُباع دون وصفة طبية، بما في ذلك الباراسيتامول، قد لا تكون فعالة في بعض الحالات المزمنة مثل آلام الظهر أو هشاشة العظام، بينما تحمل مخاطر إضافية إذا تم الاعتماد عليها بشكل مستمر.

لذلك، تغيّرت بعض التوصيات في السنوات الأخيرة، فأصدرت جهات صحية تحذيرات أو تعديلات على استخدام الباراسيتامول لعلاج الألم المزمن، مشيرة إلى أن فوائده قد لا تفوق مخاطره في كثير من الحالات.

نصائح للاستعمال الآمن للباراسيتامول

استخدم الباراسيتامول فقط عند الحاجة، وبأقل جرعة فعالة ممكنة، وللفترة الأقصر الضرورية.

تجنب تناول عدة أدوية تحتوي على الباراسيتامول في نفس الوقت لتفادي تجاوز الجرعة اليومية الآمنة.

إذا استمر الألم أو الحمى بعد تناول الجرعة المقرّرة، استشر الطبيب أو الصيدلي لاختيار بديل آمن بدلاً من زيادة الجرعة بنفس الدواء.

كن حذرًا من الاستخدام المنتظم والدوري، حتى إذا بدا أن الجرعات “آمنة” — فالتراكم قد يضر الكبد.