كواليس Matières Fécales : حين يتحول الرعب إلى إبداع فني في أسبوع باريس للموضة

دخلت دار الأزياء الصاعدة Matières Fécales ساحة أسبوع الموضة في باريس بعرضٍ لم يَمَحْه الحضور سريعًا، إذ حوّلت منصتها وعلى نحو متعمد ومتفرد الي عناصر من مرجعيات الرعب والبصريّات الغريبة إلى أزياءٍ مسرحية تلفت الأنظار وتُعيد تعريف «الفخامة المسرحية». الظهور الرسمي للدار في جدول فعاليات باريس أكد أنه ليس مشروعًا عابرًا، بل مشروعٌ ناضجٌ خرج من تجارب طويلة امتدت عبر منصات إلكترونية ومستقلة قبل الوصول إلى المنصة الكبرى.
ما ميَّز العرض لم يتوقف عند تصاميمٍ صادمة الشكل فحسب، بل شمل لغة صورٍ ومكياجٍ وتصفيفٍ متسقة مع الفكرة: وجوهٌ مبيضة بالكامل، زيناتُ عنق ضخمة تشبه ريشًا متحللًا، وقصّاتُ Silhouette صارخة تُذكّر بالمسرح القوطي أو أفلام الرعب الشعبية، وكل ذلك في تناغمٍ بصري صادم يحقق غرضًا مزدوجًا حيث إثارة الانتباه وإثارة سؤالٍ جمالي حول حدود الذوق.
المصممان المؤسسان، هانا روز دالتون وستيفن راج بهاسكاران، صاغا الهوية البصرية للدار على مزيجٍ من «الما بعد-إنسان» والـ«theatrical subversion»؛ لغةٌ تجمع بين الحرفية الدقيقة والجرأة التنفيذية، وتستدعي أيضًا حسًّا سرديًّا يجعل كل قطعة جزءًا من قصة أكبر. وفق صفحات الدار والتغطيات المتخصصة، المجموعة جاءت نتيجة عقدٍ من تجارب ثنائية بدأت على منصات إلكترونية وانتقلت تدريجيًا إلى دوائر الموضة الاحترافية.
ردود الفعل الصحفية والحضور كانت متباينة بين الإعجاب بالجرأة والإشادة بقدرة الدار على تحويل مصدر «اشمئزاز» محتمل إلى مادة فنية قابلة للعرض، وبين ملاحظاتٍ حول مدى قابليتها للاستخدام اليومي. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن العرض حقق ما أراد: سرقة الأضواء وإثارة حديثٍ بصري قوي في أروقة باريس خلال الأيام المزدحمة لعروض الربيع/الصيف.











وختاماً قد لا تكون ملابس Matières Fécales سهلةً للجميع وهي لا تهدف إلى ذلك و لكنها مثال واضح على كيف تحوّل الموضة عناصرَ ثقافية «مظلمة» إلى أداء بصري وفكري. في أسبوعٍ تُعرض فيه آلافِ الرؤى، نجحت الدار في خلق ذاكرة بصرية تبقى عالقةً في الذهن: عرضٌ يذكّر بأن الموضة ليست دومًا راحةً أو ملاءمة، بل أحيانًا حدثٌ فنيّ يختبر حدود الذوق ويعيد تعريفها.