هوداكوفا الفائزة بجائزة LVMH تبهر جمهور باريس بتصاميم مستدامة

في افتتاحية أسبوع الموضة في باريس، لفتت الأنظار مصممة الأزياء السويدية إلين هوداكوفا لارسون، الفائزة بجائزة LVMH Prize لعام 2024، بعرض فريد من نوعه لمجموعتها لربيع وصيف 2026، حيث استخدمت مواد مستعملة ومهملة (deadstock) وتحويلها إلى قطع فنية غير مألوفة تحملُ رسالة قوية في الاستدامة والإبداع. من الفستان الذي بدا وكأنه كتاب مفتوح، إلى التصميم المزخرف بوسادة، مرورًا بقطع أخرى صنعت من خامات يومية، جاءت كل قطعة لتروي قصة، تذكّر بأن الموضة ليست فقط جمالًا بل ذاكرة مادية ورمزًا للتغيير.
ومن ضمن القطع الأكثر إثارة في العرض، كان المعطف الضخم المصنوع من قبعات فرو متعددة، والجواكيت التي التفّت حولها سراويل رجالية مقلوبة لتصبح أكمامًا متدلية، وقطع صُمّمت من أدوات موسيقية، مثل التشيلو المُفرغ أو الخشب المصقول، لتتحول القطعة إلى فستان سهرة أو معطف مهيب. التفاصيل اللونية، والأقمشة المختارة، والخياطة الدقيقة كلها تحمل أناقة شاعرية، تضيف على مفهوم upcycling بعدًا دراميًا بصريًا، حيث لا يتمّ إخفاء أصل الخامة بل تُستعرض وتُحتفى به.
وجدير بالذكر أن هوداكوفا، التي درست الفنون الجميلة والنحت في السويد، تربّت في بيئة طبيعية ريفية عملت فيها العائلة على التدوير وإعادة الاستخدام، ما غرس فيها حسًّا فطريًا للمواد المختلفة وقيمة الأشياء العادية. وقد قامت بجمع المواد المهملة من المتاجر والمصانع، كما استعانت أحيانًا بآلات موسيقية قديمة أو خامات خشبية، وأدوات يومية لتحويلها عبر خيال فني إلى ملابس قابلة للاستخدام .
الردود على العرض كانت حماسية؛ النقاد أشادوا بأن هوداكوفا لا تكتفي بتحويل المهملات إلى أزياء، بل تجعل منها محاور للتفكير في استهلاك الأزياء، المهدرة ، وضرورة الابتكار. كما أن الجمهور رأى أن عروضها تمزج بين الغرابة والجمال، بين الرسالة والملابس الذي يمكن مشاهدته لا يُحجب، بل يُحتفى به.









وختاماً فعرض ربيع/صيف 2026 لإلين هوداكوفا ليس مجرّد استعراض، بل إعلان فني: بأن الموضة المستدامة تستطيع أن تكون شاعرية، أن تُمسي ذاكرة للأشياء، أن تحول المهمل إلى تحفة، والابتكار في الخامة إلى سرد بصري مؤثر. وبذلك، تثبت أنها ليست مجرد اسم صاعد، بل شخصية مؤثرة تحدد كيف سنرى الموضة في الأعوام القادمة كميدان للاستهلاك فقط، بل كمسرح للتجديد والتفكير.