دراسة: استخدام الهاتف في الحمام قد يزيد خطر الإصابة بالبواسير بنسبة 46%

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLoS One أن استخدام الهاتف المحمول أثناء الجلوس على المرحاض قد يزيد من خطر الإصابة بالبواسير بنسبة تصل إلى 46%. الدراسة اعتمدت على بيانات تنظير القولون وأجريت على عدد من الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم الذكية أثناء قضاء حاجتهم.
الجلوس الطويل يسبب ضغطًا على الأوردة
يؤدي الجلوس لفترات طويلة، سواء مع الهاتف أو بدونه، إلى تقليل تدفق الدم في منطقة الحوض والضغط على الأوردة، وهو ما يساهم بشكل مباشر في تطور البواسير.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور برايان جاكوبسون، طبيب أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام، والمتحدث باسم الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، أن المشكلة لا تتعلق باستخدام الهاتف بحد ذاته، بل في قضاء وقت أطول من اللازم على المرحاض. وأكد:أي نوع من القراءة أو استخدام الهاتف على المرحاض يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالبواسير.
ما هي البواسير؟
البواسير ليست مرضًا بحد ذاتها، بل هي نسيج طبيعي يحتوي على أوعية دموية داخل وحول فتحة الشرج، يساعد على الشعور بالحركة داخل المستقيم.
تصبح البواسير مشكلة فقط عندما تتورم أو تلتهب، وقد تسبب حينها ألمًا أو نزيفًا. وتنقسم إلى نوعين:
- البواسير الخارجية: تقع خارج فتحة الشرج.
- البواسير الداخلية: تكون داخل المستقيم، وعادة لا تُرى بالعين المجردة.
ويُعتقد أن نحو 75% من الأشخاص يصابون بالبواسير في مرحلة ما من حياتهم.
تفاصيل الدراسة
الدراسة استطلعت آراء 125 شخصًا تتجاوز أعمارهم 45 عامًا، ممن خضعوا لتنظير القولون في المركز الطبي.
66% من المشاركين أفادوا باستخدامهم الهاتف المحمول أثناء الجلوس في الحمام.
المشاركون الذين استخدموا الهاتف كانوا أصغر سنًا بمتوسط 7 سنوات مقارنة بغير المستخدمين، كما كانوا أقل نشاطًا بدنيًا.
43% من جميع المشاركين ظهرت لديهم بواسير ظاهرة أثناء الفحص بالمنظار.
هل الهاتف هو السبب الفعلي؟
أشارت نتائج الدراسة إلى أن الفارق في نسبة الإصابة لم يكن بسبب الإمساك أو الضغط أو غيرها من العوامل التقليدية، بل في مدة الجلوس.
فقط 7.1% من غير مستخدمي الهواتف أمضوا أكثر من 5 دقائق على المرحاض.
بينما 37.3% من مستخدمي الهواتف تجاوزوا هذا الوقت.
بعد احتساب جميع العوامل المؤثرة، خلص الباحثون إلى أن مستخدمي الهواتف الذكية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالبواسير بنسبة 46% مقارنة بغيرهم.
وقال الدكتور وقار قريشي، أخصائي الجهاز الهضمي من كلية بايلور للطب: "المشكلة ليست في الهاتف، بل في قضاء وقت طويل على المرحاض".
هل هذه النتيجة مؤكدة؟
من المهم الإشارة إلى أن هذه الدراسة رصدية وليست تجربة سريرية محكومة، ما يعني أنها لا تستطيع الجزم بأن استخدام الهاتف هو السبب المباشر في الإصابة بالبواسير.
أعراض البواسير ومتى تزور الطبيب؟
إذا لاحظت وجود دم في البراز أو عند المسح، فقد تكون هذه علامة على وجود بواسير داخلية.
من المهم استشارة الطبيب، لأن الأعراض قد تكون مشابهة لحالات أخرى أكثر خطورة، مثل:
الشقوق الشرجية
أو سرطان القولون والمستقيم
يستخدم الأطباء المنظار لفحص وجود البواسير وتحديد مدى الحاجة إلى علاج.
البواسير الداخلية غالبًا ما تُعالج في العيادة.
البواسير الخارجية قد تتطلب جراحة في بعض الحالات.
كيف تقي نفسك من البواسير؟
لمنع الإصابة أو تقليل خطر عودة البواسير، يُنصح بما يلي:
- شرب كميات كافية من الماء يوميًا.
- تناول نظام غذائي غني بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة على المرحاض.
- الحد من الإجهاد أثناء الإخراج.
اقرأ أيضًا: كيف يعمل الزنجبيل في تخفيف الغثيان.. ما الطريقة الأفضل لتناوله؟