فاشرون كونستانتين تحتفل بمرور 270 عامًا بتحفة فلكية في متحف اللوفر

في لحظة تاريخية نادرة، احتفلت دار الساعات السويسرية العريقة فاشرون كونستانتين بمرور 270 عامًا على تأسيسها عبر كشفها عن تحفة استثنائية في معرض خاص بمتحف اللوفر في باريس، المكان الذي يُعد من أبرز مؤسسات الفنون والتراث الثقافي عالميًا.
رحلة عبر الزمن
تأسست الدار في 17 سبتمبر 1755 على يد جان مارك فاشرون، ومنذ ذلك الحين أصبحت أحد أقدم صانعي الساعات في العالم. وفي الذكرى الـ270، قدمت الدار ساعة فلكية ضخمة تحمل اسم “La Quête du Temps” (رحلة البحث عن الزمن)، استغرق إنجازها أكثر من سبع سنوات من العمل الدؤوب.
هذه الساعة المذهلة، التي يتجاوز ارتفاعها المتر، تضم 6,293 مكونًا ميكانيكيًا و23 تعقيدًا وظيفيًا، ما يجعلها واحدة من أكثر الساعات طموحًا في تاريخ صناعة الساعات. وجاءت النتيجة ثمرة تعاون نادر بين صانعي الساعات، الحرفيين، المهندسين، علماء الفلك، وFrançois Junod، أحد أبرز صانعي الأوتوماتا في العالم.
حوار بين الماضي والحاضر
المعرض لم يقتصر على عرض هذه التحفة المعاصرة، بل وضعها في حوار مباشر مع قطع تاريخية من حضارات مختلفة، لتُظهر كيف كان ضبط الوقت دومًا مزيجًا بين العلم والفن. من بين هذه الكنوز:
- ساعة مائية بطلمية من مصر تعود للقرن الثالث قبل الميلاد.
- ساعة أوتوماتا على شكل طاووس من القرن العاشر، يُعتقد أنها صُنعت في بلاط الخلافة في قرطبة.
- ساعة كروية تعود لعام 1551 موقعة باسم صانع الساعات الفرنسي جاك دي لا غارد.
- ساعة باندولوم شهيرة من عام 1754 قُدمت للملك لويس الخامس عشر.
كما ضم المعرض ساعات نادرة أخرى مثل ساعة على شكل جمجمة من القرن السابع عشر وساعة عربة تحمل شعار الكاردينال ريشيليو. هذه القطع جميعها عززت الفكرة التي تبنتها فاشرون كونستانتين: أن صناعة الساعات ليست مجرد تقنيات، بل إرث ثقافي ممتد عبر العصور.
من الساعة الفلكية إلى المعصم
التحفة الفلكية ألهمت أيضًا إصدار ساعة يد جديدة محدودة الإصدار بعنوان Métiers d’Art Tribute to the Quest of Time. هذا الإصدار، الذي استغرق تطويره ثلاث سنوات، يضم آلية جديدة كاليبر 3670 مكونة من 512 قطعة، وحاصل على أربع براءات اختراع.
الساعة تعرض الوقت بطريقة فنية مدهشة: شخصية بشرية تشير بذراعيها إلى الساعات والدقائق، بينما تكشف الخلفية عن خريطة للسماء فوق جنيف كما ظهرت يوم تأسيس الدار عام 1755. أما الوجه الخلفي فيعرض حركة النجوم ومراحل القمر بشكل متزامن مع الواقع. الإصدار يقتصر على 20 قطعة فقط، ليجسد مزيجًا فريدًا بين الإبداع الفني والدقة العلمية.


وبهذا الإنجاز، تؤكد فاشرون كونستانتين أن صناعة الساعات ليست مجرد صناعة ميكانيكية، بل فن وثقافة وحوار ممتد بين الماضي والحاضر. ومع تحفتها الجديدة La Quête du Temps وإصدارها المحدود Métiers d’Art، تواصل الدار كتابة فصل جديد في تاريخ الساعات الفاخرة، حيث يتداخل العلم، الفن، والخيال في سيمفونية خالدة تحتفي بالزمن ذاته.