ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

زحام المهرجانات في الربع الأخير من العام .. هل يخدم الصناعة او الجمهور ؟

مهرجان للسينما
مهرجان للسينما

حالة من الزخم السينمائي تسيطر على الشهور الأخيرة من السنة في مصر، ففي الوقت الذي تخلو فيه أغلب شهور العام من المهرجانات والفعاليات السينمائية، تبدأ المهرجانات في التوالي بداية من النصف الثاني في سبتمبر وحتى نهاية العام.

أولهم هو مهرجان بورسعيد السينمائي الذي يبدأ فعاليات دورته الأولى بداية من يوم الخميس الموافق 18 سبتمبر 2025 وتستمر حتى 22 من نفس الشهر. يليه مهرجان الغردقة لسينما الشباب لعام 2025 والذي يعود بدورته الثالثة من25 ويستمر إلى 30 سبتمبر 2025، وسيُقام في مدينة الغردقة بمنتجع صن رايز جاردن بيتش، ويتداخل موعد الغردقة مع موعد الدورة الحادية والأربعين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط والتي تنطلق من 28 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2025، تحت شعار "من الإسكندرية... حكايات لا تُنسى"

أما في اكتوبر فهناك مهرجان بالسويس خلال الفترة من الاثنين 13 أكتوبر وحتى الجمعة 17 أكتوبر 2025، والذي تقام فعالياته على ضفاف خليج السويس، في أجواء بحرية مميزة. ويتداخل مهرجان السويس مع موعد الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي الذي ينطلق من 16  إلى 24 أكتوبر 2025.

وفي شهر نوفمبر يأتي كبير المهرجانات المصرية،  ليحتفل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالدورة السادسة والأربعين من في الفترة من12  إلى 21 نوفمبر 2025.

 

أزمة تداخل او تضارب المواعيد بين الفعاليات السينمائية ليست حدثا وليد العام، بل عانى منه النقاد ومتابعون السينما خلال آخر عقدين مع تزايد نشاط المهرجانات حتى على مستوى عربي، ورغم إقامة هذه المهرجانات فى مدن مختلفة، إلا أن إقامتها فى توقيتات متقاربة تأتى على حساب الأفلام المشاركة نتيجة الصراعات على الفوز بالأفلام، خاصة المصرية منها أو على أسماء المكرمين من العرب، حيث يتم تكريم الفنان العربى أكثر من مرة خلال فترة قصيرة، وهو ما حدث مع المنتجة التونسية درة بوشوشة التى نالت أكثر من تكريم مصرى خلال فترة لم تتجاوز الـ6 أشهر في عام 2019.

وهو أمر يثير تساؤل حول دور اللجنة العليا للمهرجانات وهل يقتصر على قبول أو رفض المهرجانات فقط، رغم أنها المعنية بتقنين أوضاعها وأصبح اعترافها بالمهرجان شرطا للسماح بإقامته تحت مظلة الدولة ورعايتها والحصول على الدعم المالى والذى يصل لبعضها إلى 40% من ميزانية المهرجان؟ ومن المسؤول عن تنظيم موعد إقامتها حتى لا يحدث تضارب بينها؟

 

فى هذا الاطار علق الناقد حاتم جمال الدين وقال : الفعاليات الفنية باتت تُقام في نفس التوقيت، مما يؤدي إلى فقدان التأثير وضعف الحضور الجماهيري. وهذا العام حدث نفس التضارب بعد شهر رمضان، ففي الوقت الذي كان يُختتم فيه مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، انطلقت فعاليات مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، وفي التوقيت ذاته بدأ مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما بالقاهرة، ثلاث مهرجانات تُقام في نفس الوقت، وهذه ليست خططًا فنية بل عشوائية تحتاج لإعادة نظر. هل هذه المهرجانات تحقق أهدافها فعلاً؟ هل تساهم في نشر الثقافة السينمائية بين الجمهور؟ للأسف، في كثير من الأحيان لا يشعر رجل الشارع بوجود هذه المهرجانات أصلاً، وأغلب الحاضرين لهذه الفعاليات هم فقط من النقاد والمتخصصين، بينما هناك غياب تفاعل جماهيري يرجع إلى ضعف الدعاية وندرة دور العرض.

وأكد جمال أن معظم هذه المهرجانات لا تُحقق عائدًا ماديًا كافيًا لتغطية تكاليفها، حيث أن التذاكر مدعومة، والدعم المقدم من وزارة الثقافة غالبًا ما يكون لوجستيًا فقط، مثل توفير القاعات دون تغطية مالية فعلية. مضيفا : وزارة الثقافة تدعم كل مهرجان بقدر محدود، دون تركيز الجهود والتمويل على مهرجان واحد قوي يمكن أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في الساحة الثقافية.

وشدد حاتم جمال على ضرورة إعادة هيكلة المشهد المهرجاني في مصر، وتوحيد الجهود والتنسيق بين القائمين على هذه الفعاليات من أجل ضمان التفاعل الشعبي، وتحقيق الأهداف الثقافية والفنية المرجوة، بدلًا من تكرار المهرجانات في الشكل والمضمون، دون أثر حقيقي يُذكر.

تم نسخ الرابط