ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

دراسة: جلسة تمرين واحدة قد تُبطئ نمو الخلايا السرطانية

الوقاية من السرطان
الوقاية من السرطان

في عالم متزايد الاهتمام بالصحة والوقاية، تكتسب التمارين الرياضية أهمية كبيرة ليس فقط للوقاية من الأمراض المزمنة والسمنة، بل أيضًا كوسيلة علمية حديثة تُظهِر تأثيرات محتملة في كبح نمو الخلايا السرطانية، حتى بعد جلسة واحدة من التمارين المكثفة.

خلفية الدراسة

أجرت جامعة إديث كوان في أستراليا دراسة تهدف إلى تقييم تأثير نوعين من التمارين الرياضية على النساء اللواتي نجَين من سرطان الثدي. اشتُرِط في المشاركات أن يكنّ قد أنهين العلاج قبل أربعة أشهر على الأقل، وأن سرطانهنَّ كان في المراحل من الأولى إلى الثالثة.

كان الهدف من الدراسة هو معرفة ما إذا كانت التمارين الرياضية، لا تمارين معتدلة فقط، بل تمارين مقاومة وتمارين فاصل زمني عالي الكثافة، يمكن أن تُحدث تغيرات بيولوجية ملموسة تؤثر في مؤشرات نمو السرطان وعوامل التمثيل الغذائي والالتهاب.

طبيعة التمارين التي طُبقت

حرص الباحثون على استخدام نمطين من التمارين:

تمارين المقاومة (Strength Training):

تتضمن رفع الأثقال أو أدوات مقاومة للوَزن العضلي.

التمارين التي تستهدف المجموعات العضلية الكبيرة مثل الصدر، الظهر، الأكتاف، الفخذين الأمامية والخلفية، والجزء السفلي من الجسم.

التمارين الفاصل الزمني عالية الكثافة (High‑Intensity Interval Training – HIIT):

فترات قصيرة من نشاط مكثف تليها فترات راحة قصيرة، أو نشاط أقل شدة.

استخدام أجهزة مثل الدراجة الثابتة، جهاز المشي، جهاز التجديف، أو جهاز التدريب المتقاطع.

مدة التمرين الكامل كانت حوالي 45 دقيقة لكل مشاركة، شملت التحمية، النشاط الرئيسي، وفترات راحة بين المجموعات حسب نوع التمرين.

الميوكينات: ما هي وما دوره في الجسم

الميوكينات هي بروتينات تُفرزها العضلات الهيكلية خلال التمارين الرياضية.

هذه البروتينات تؤدي وظائف متعددة، منها:

  • التواصل بين العضلات والأعضاء الأخرى في الجسم.
  • تنظيم عملية التمثيل الغذائي للطاقة.
  • تثبيط الجزيئات والعمليات الالتهابية، التي يُعرف عنها أنها تلعب دورًا في تطور السرطان ونمو الخلايا المريضة.

النتائج التي كشفتها الدراسة بعد جلسة واحدة فقط

بعد الجلسة التمرينية الأولى، سجّلت المشاركات تغيرات بيولوجية واضحة:

في مجموعة التمارين الفاصل الزمني عالية الكثافة (HIIT) ارتفع مستوى الميوكين IL‑6 بنسبة تصل إلى حوالي 47% مباشرة بعد التمرين.

في مجموعة المقاومة، لوحِظ ارتفاع في ميوكينات أخرى مثل "الديكورين" بنسبة نحو 23%، وارتفاع IL‑6 أيضًا بنسبة أقل (حوالي 9%).

بعد انتهاء التمارين، ومع مرور الوقت، تبدأ هذه المستويات في الانخفاض تدريجيًا، لكن تبقى أعلى من مستوياتها قبل التمرين لبعض الوقت.

التفسير العلمي للتأثير المحتمل

قام الباحثون بتقدير أن هذه التغيرات في الميوكينات يمكن أن تُسهم في إبطاء نمو الخلايا السرطانية بنسبة تقريبية تتراوح بين 20% إلى 30%. هذا التقدير قائم على كيفية تأثير الميوكينات على الالتهاب وعوامل النمو للخلايا السرطانية.

الالتهاب المستمر يُعد من المحفزات المهمة لتطور السرطان، حيث يُمكن أن تتسبب السيتوكينات الالتهابية في إطلاق إشارات تزيد من تلف الحمض النووي، أو التمكين من نمو الخلايا السرطانية. التمارين تُساعد في خفض مستويات هذه الالتهابات، بالإضافة إلى تحفيز جهاز المناعة، وتحسين التمثيل الغذائي العام للجسم.

الآثار النفسية والسلوكية الظاهرة

إلى جانب التغيرات البيولوجية والفسيولوجية، لوحظت آثار نفسية وسلوكية مهمة:

  • شعور بالنشاط والحيوية بعد التمرين، مقارنة بحالة الكسل أو الخمول التي كانت مسبقًا.
  • تحسّن في المزاج العام، ووضوح ذهني أكثر بعد الجلسات.
  • الميل إلى الحركة والمشي أكثر، لما يترتب على التمارين من شعور بالراحة والطاقة.
  • تغييرات في الشهية: الشعور بالشبع أسرع، والرغبة في الأطعمة السكرية أو المالحة أقل.
تم نسخ الرابط