هدسون يختار العودة إلى الجذور بعرض أزياء يحتفل بالهوية والتفرّد

في موسم تتشابه فيه العروض وتتكرر الصيحات، جاء عرض المصمم سيرجيو هدسون ليفرض حضوره الخاص على منصة الموضة، مقدماً مجموعة حملت توقيعه بوضوح، لكنها هذه المرة جاءت بنَفَسٍ جديد، نَفَس العودة إلى الذات.

عرف هدسون بحبه للبدلات وتفاصيلها الراقية،و قرر أن يعيد ترتيب أولوياته التصميمية، مبتعداً عن حسابات السوق وبعد انتهاء العرض علق قائلا
"أدركت أنني كنت أتنازل كثيرًا في سبيل إرضاء السوق آن الأوان لأن أعود لما أحب: البدلات، والقصّات التي تعبر عن قوة المرأة."
ألوان صارخة ونقوش جامحة
جاء العرض مفعماً بالحيوية، حيث امتلأت المنصة بنقوش
الحمار الوحشي والفهد، التي طُوّرت خصيصاً لهذه المجموعة. تميزت الأقمشة بخاماتها الراقية، خصوصاً الحرير الذي قُدّم في صيغة بدلات بألوان جريئة مثل البنفسجي والأحمر والفوشيا، ما منح الإطلالات مزيجاً من الأناقة والتمرد.
ولم تخلُ الإطلالات من التفاصيل اللافتة؛ فقد زيّنت العارضات أحزمة عريضة تلف الخصر، وأقراط ذهبية ضخمة أضفت على الإطلالات لمسة من الفخامة.

لمسة من أفريقيا: تطريز بروح ثقافية
يعد الجانب الأبرز في المجموعة في التفاصيل الدقيقة التي لم تكن مجرد زينة، بل جاءت محمّلة بالمعاني فالتطريزات الغنية بالترتر والكريستال والخرز، استلهمها هدسون من فنون "الندب" التقليدية لدى بعض القبائل الإفريقية، والتي تُستخدم كوسيلة للتعبير عن الانتماء، والهوية، وحتى الجمال
وأوضح المصمم أن هذه العناصر ليست مجرد تزيينات سطحية، بل امتداد لجذوره الثقافية ورسالة فنية أراد إيصالها.
أزياء برسالة واضحة
في وقت تميل فيه الموضة نحو التكرار، اختار سيرجيو هدسون أن يقدّم عرضًا يحمل طابعًا شخصيًا للغاية، لا مؤثرات ضخمة ولا مفاجآت درامية، فقط أزياء مصممة بحبّ، ووفاء لرؤية فنية واضحة.

يشار الى ان مجموعته الأخيرة ليست فقط ملابس على منصة العرض، بل دعوة للتعبير عن الذات، والتمسك بالأصالة، والعودة إلى الأساسيات التي تصنع الفرق في عالم سريع التغيّر.