حين تتحول السينما إلى منصة للموضة: مهرجان فينيسيا يختتم دورته بأزياء تعيد مفهوم الأناقة والاستدامة

اختُتمت فعاليات الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي على شواطئ الليدو بعد عشرة أيام شهدت تبادلاً متسارعاً بين السينما والموضة؛ من العروض الأولى للأفلام إلى السجادة الحمراء التي تحولت إلى منصة لعرض دور الأزياء الجديدة وتجارب التنسيق الجريئة. استمرت الدورة من 27 أغسطس حتى 6 سبتمبر 2025، وانتهت بتوزيع الجوائز في حفل الختام.
لماذا كانت هذه الدورة مختلفة عن سابقتها؟
بدت دور الأزياء الكبرى من شانيل إلى ديور وكأنها تعاملت مع المهرجان كمنصة «إطلاق ناعمة» لمجموعاتها وقرارات إبداعية جديدة، فشهدنا تصاميم تُعرض لأول مرة على المشاهير قبل أسابيع من عروض الأزياء الرسمية، ما أكسب السجادة الحمراء طابعًا أقرب إلى عرض أزياء حيّ يسبق العروض الرسمية في باريس وميلانو.
وقد سادت روح الخلط بين الراقي والعملي : الأزياء الراقية (الهوت كوتور) ظهرت إلى جانب قطع معاد استخدامها وأزياء مستدامة، بينما برزت أيضًا تصاميم ذات لمسات «غراندي إكليكتك» كتطريزات وياقات دانتيل وإكسسوارات بارزة.
أجرأ الإطلالات التي خطفت الأنظار وأرقاها :
- كيت بلانشيت: مثلت مثال المرأة التي تعيد ارتداء قطعة أيقونية بذكاء ظهرت بإطلالة معاد استخدامها من دار أرماني، واعطت المشهد إحساساً بأن الأناقة ليست دائماً جديدة بل يمكن أن تكون إعادة حكي لقطع قوية.
- جوليا روبرتس وامل كلوني و كبار النجمات: لحظات كبيرة على السجادة الحمراء مع إطلالات فاخرة من دور كبرى نالت اهتمام وسائل الإعلام.
- إطلالات جريئة ومحادثـة: ظهرت تسريحات وقطع جريئة من الفساتين المغطّاة بالكامل إلى قطع بغطاء رأس درامي والتي اختارتها نجمات مثل كيم كارداشيان وممثلات أخريات لجذب الانتباه وإرسال رسائل تصميمية واضحة.
وقد لوحظ توجه قوي نحو إعادة ارتداء القطع التاريخية أو إعادة استخدام تصاميم سابقة كجزء من رسالة استدامة أو نوستالجيا: حالات مثل ارتداء قطع سبق أن ارتُدِيت من قبل أيقونات سابقة أثارت نقاشات حول قيمة القطعة والذاكرة الثقافية في الموضة.
اللوك اليومي علي أرصفة الليدو :








لم يقتصر الانتباه على السجادة الحمراء فقط؛ فامصورات الشوارع على قنوات وسائل الإعلام رصدت إطلالات نهارية أنيقة من نجوم المهرجان عبارة عن بدلات بسيطة، معاطف خفيفة، التي تمزج بين الراحة والرُقي، ما يذكّر بأن المهرجان حدث لا يُقاس فقط بالسهرة بل بكل الانتقالات على المياه وعلى أرصفة الليدو.
وختاماً فقد خرج مهرجان فينيسيا 2025 وكأنه مهرجان مزدوج الوجه: مهرجان سينمائي بامتياز ومهرجان أزياء عملي ونظري في آن واحد. بين الإطلالات الجريئة، وإعادة الحياكة التاريخية للقطع، وعروض دور الأزياء، قدّم الليدو هذا العام مزيجاً من الجمال، الرسائل، والحوارات حول مستقبل الأزياء على السجادة الحمراء.