مع قرب الختام .. نقاد يحددون افضل واسوأ افلام فينيسيا السينمائي 82

مع قرب انتهاء فعاليات الدورة 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، تكونت اغلب آراء النقاد بشكل نهائي حول الأفلام الأفضل والاسوأ في برامج هذا العام.
مهرجان فينيسيا السينمائي الذي يعتبر الحدث الأكثر سلاسة على الإطلاق في التقويم السينمائي السنوي، معروف بأنه منصة لإطلاق نوع الأفلام المرموقة التي تبحر عبر جزيرة الـ ليدو بكل من جوائز الأوسكار ومجد شباك التذاكر - ولكن حتى وفقًا لمعايير الحدث نفسه، فإن برنامج هذا العام هو برنامج متألق بشكل خاص.
في تقارير منفصلة بالعربية والإنجليزية، حسم عديد من النقاد السينمائيين اراءهم بخصوص الأفلام الأفضل، معتبرين مشاركة جورج كلوني وآدم ساندلر أخيرًا معًا في بطولة فيلم " جاي كيلي" الكوميدي للمخرج نوح باومباخ، والذي يجسد فيه دور أسطورة هوليوود ومدير أعماله المخلص، واحد من افضل الأفلام .
بينما يسعى دواين "ذا روك" جونسون جاهدًا لنيل احترام الجمهور في فيلم السيرة الذاتية لمقاتل فنون القتال المختلطة " ذا سماشينج ماشين" للمخرج بيني سافدي، أمام إميلي بلانت .
وتعود جوليا روبرتس في فيلم الإثارة النفسية " أفتر ذا هانت" للمخرج لوكا غوادانيينو، بينما تلتقي إيما ستون مجددًا مع يورجوس لانثيموس في فيلم الإثارة الغامض "بوغونيا" ، بعد عامين من نجاحهما الكبير في فيلم "بور ثينجز" .
اما في فيلم " ساحر الكرملين" للمخرج أوليفييه أساياس ، يلعب جود لو دور فلاديمير بوتين. وستجمع كاثرين بيغلو، بطلة فيلم "خزانة الألم" ، إدريس إلبا وريبيكا فيرغسون وجاريد هاريس في فيلم "بيت الديناميت" .
أما غييرمو ديل تورو، وهو يضحك بجنون، فيعيد فرانكشتاين إلى الحياة، مع أوسكار إسحاق بدور الطبيب الذي يحمل الفيلم اسمه، وجاكوب إلوردي، صاحب القلب النابض (من فيلمي " سولتبورن " و "بريسيلا ") ، في دور الوحش .
أفلام سيئة
من الأفلام التي منحها النقاد تقييمات ضعيفة كان فيلم "الأب الأم الأخت الأخ" .. فغالبًا ما تتسم أفلام المخرج الأمريكي المستقل جيم جارموش، المخضرم في مجال السينما المستقلة، بطابع شعري بسيط، إلا أن أحدث أعماله يُقدم ثلاثيةً من الألحان الخفيفة. و سلسلة من ثلاث مشاهد قصيرة مترابطة بشكل غير مباشر، تضم نجومًا بارزين - كيت بلانشيت، وآدم درايفر، وتوم وايتس، وجميعهم من قدامى المخرجين في جارموش، ويلعبون أدوارًا بارزة - حيث يزور أشقاء بالغون منازل والديهم. و تختلف مواقع وظروف كل فيلم اختلافًا كبيرًا. تدور أحداث المشهد الأول، بعنوان "الأب"، في ريف نيوجيرسي، حيث يطمئن درايفر ومايم بياليك (بلوسوم، نظرية الانفجار العظيم) على والدهما الأرمل (وايتس). أما المشهد الثاني، بعنوان "الأم"، فيدور في ضاحية راقية في دبلن، حيث تستضيف كاتبة إنجليزية مغتربة (شارلوت رامبلينج) ابنتيها، الفاتنة بلانشيت وفيكي كريبس، على شاي ما بعد الظهر في منزلها الريفي. أما المشهد الثالث، بعنوان "الأخت الأخ"، فيدور في وسط باريس، حيث يقوم التوأم الأمريكيان، إنديا مور ولوكا سابات، بزيارة أخيرة لشقة والديهما الراحلين الفارغة.
الناقد هوفيك حبشيان كتب عن فيلم "فرانكنشتاين" للمكسيكي غييرمو دل تورو، المشارك في المسابقة الرسمية من فينيسيا انه بمثابة "انتكاسة فنية"... ولا وصف أدق يمكن أن يطلق على الفيلم رغم ان مخرجه سبق أن نال "الأسد الذهبي" عن فيلمه "شكل المياه"، ولكنه يعود هذه المرة بعمل لا يليق بمكانته الفنية الرفيعة. فيلم من إنتاج منصة "نتفليكس"، وقد أثار مجرد ظهور شعارها على الشاشة بعض الهيصات بين الحضور.
وقال هوفيك عنه : جمالياً، يفشل الفيلم في تخطي مصاف "الكيتش"، فتبدو الصورة وكأنها مشغولة بالذكاء الاصطناعي، بعيداً من لمسات دل تورو التي كثيراً ما أبهرتنا. نفقد اهتمامنا سريعاً وتتحول تجربة المشاهدة إلى مجرد انتظار للختام. هذه سينما عفا عليها الزمن، تستخدم لغة بصرية قديمة، ولا يعني هذا أننا نحجم عن الكلاسيكية، فهي بطبيعتها تتجاوز الزمان، لكن ما أمامنا هنا أقرب إلى أكاديمية فاقدة للخيال. حتى موسيقى ألكسندر ديسبلا، الذي أسعدنا بألحانه في "فندق بودابست الكبير"، تأتي باهتة.