"سبتمبر الأصفر": حملة عالمية لكسر الصمت حول الانتحار والألم النفسي

بدأت حملة "سبتمبر الأصفر" في البرازيل عام 2015، كمبادرة للتوعية بمخاطر الانتحار وتعزيز الصحة النفسية، من خلال التعاون بين الجمعية البرازيلية للطب النفسي (ABP)،المجلس الفيدرالي للطب (CFM)،مركز التقييم والمساعدة النفسية (CVV)
كما جاء اختيار اللون الأصفر للدلالة على الأمل في الحياة ومنذ انطلاقها، انتشرت الحملة عالميًا، وأصبحت العديد من الدول تعتمد شهر سبتمبر كفرصة سنوية لرفع الوعي بقضايا الصحة النفسية، منع الانتحار، وكسر وصمة العار المرتبطة بطلب الدعم النفسي.
تهدف حملة" سبتمبر الأصفر" إلى إنقاذ الأرواح وتغيير المفاهيم المغلوطة، حيث يأتي كل عام كدعوة مفتوحة للتوعية بمخاطر الانتحار وأهمية الصحة النفسية ويعد هذا الشهر ليس مجرد شعار عابر، بل محاولة جادة لتسليط الضوء على واقع صامت يعيشه كثيرون خلف ابتساماتهم اليومية
كما ان الانتحار لا يحدث في فراغ فغالبا ما يكون نتيجة لصراعات نفسية حادة، لا ترى بالعين المجردة، لكنها تنهك الإنسان من الداخل وبحسب خبراء الصحة النفسية، فإن السلوك الانتحاري لا يعد مرضًا نفسيًا بحد ذاته، بل هو انعكاس لأمراض واضطرابات يمكن علاجها، مثل الاكتئاب الحاد، اضطراب ثنائي القطب، اضطراب ما بعد الصدمة، الفصام، واضطرابات القلق وتناول المخدرات، بالإضافة إلى اضطرابات الأكل كفقدان الشهية العصبي والشره المرضي
ويجب العلم أن الذين يفكرون في إنهاء حياتهم، لا يسعون بالضرورة إلى الموت، بل يفتشون عن مخرج من ألم نفسي لا يُحتمل، وعن وسيلة للهرب من معاناة داخلية تبدو بلا نهاية وللأسف يفتقد الكثير منهم إلى أدوات التعبير أو إلى بيئة داعمة تحتضن مشاعرهم دون حكم
ومن هنا تظهر أهمية تخصيص شهر كامل لتناول هذا الموضوع الحساس فبرغم من أن شهرا واحدا لا يكفي لمعالجة هذه الظاهرة، لكنها تعتبر خطوة أولى نحو كسر حاجز الصمت، وفتح باب النقاش العام حول مشكلات الصحة النفسية فالتوعية يمكن أن تنقذ حياة والكلمات قد تكون الفارق بين اليأس والأمل.
ويشار الى ان أحد أهم عوامل الحماية من الانتحار هو التواصل الإنساني حين يجد الشخص من يستمع إليه دون انتقاد، ومن يمد له يد الدعم فهنا فقط قد يبدأ الألم بالتراجع. فالعزلة تُغذي المشاعر السلبية، بينما يملك الحديث قدرة شفائية حقيقية تشجيع الناس على التعبير والحديث، ومشاركة ما بداخلهم يمكن أن يشكل شبكة أمان نفسية فعالة.
ويؤكد الأخصائيون أن الطريق إلى الشفاء ليس مستحيلًا، لكنه يبدأ بالاعتراف بالوجع، وطلب المساعدة، والاقتناع بأن الألم ليس عارا، بل إحساس نفسي يجب معالجتة والتعامل معه بطريقة سليمة