ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

دراسة تكشف: دواء شائع لعلاج الحموضة يكشف عن سبب خفي لفقر الدم

نقص الحديد
نقص الحديد

كانت بريجيت سيفكين، البالغة من العمر 55 عامًا وتعمل مساعدة مالية في نوتنجهام، تعاني من شعور دائم بالإرهاق، وكانت تحتاج إلى العودة إلى السرير بعد الإفطار أو أخذ قيلولة خلال النهار فقط لتتمكن من إكمال عملها، لكن الأمر لم يكن مجرد تعب، بل ظهرت عليها أعراض أخرى: وخز في اليدين، آلام في المفاصل، تململ في الساقين، صعوبة في النوم، تساقط الشعر، شحوب البشرة، وضيق في التنفس عند صعود الدرج.

تشخيص غير متوقع

بعد فحص الدم، تبين أنها مصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وهو اضطراب شائع، خاصة بين النساء. لكن المفاجأة كانت أن السبب في حالتها لم يكن النزيف أو الدورة الشهرية، بل استخدام طويل الأمد لدواء من نوع "مثبطات مضخة البروتون" الذي وُصف لها لعلاج الارتجاع الحمضي المزمن، هذا النوع من الأدوية يقلل من إنتاج حمض المعدة، والذي بدوره يقلل من امتصاص الحديد، وذلك وفق ما جاء في "Daily Mail".

نقص الحديد: مشكلة شائعة ومُهملة

بحسب البروفيسور توبي ريتشاردز، أستاذ الجراحة ومدير عيادة الحديد في لندن، فإن فقر الدم بسبب نقص الحديد يؤثر على نحو 16% من النساء و3% من الرجال في المملكة المتحدة. وغالبًا ما يُغفل تشخيصه لأن الكثيرين يعزون التعب إلى ضغوط الحياة اليومية.

أسباب متنوعة وراء نقص الحديد

وأشار إلى أن السبب الرئيسي لنقص الحديد لدى النساء هو فقدان الدم خلال الدورة الشهرية أو الحمل، لكن في بعض الحالات، كما في حالة بريجيت، يكون هناك سبب آخر مثل أمراض الجهاز الهضمي أو استخدام بعض الأدوية.

فحوصات غير كافية

تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المطوّل لمثبطات مضخة البروتون قد يؤدي إلى فقر الدم، ومع ذلك لا يُنتبه دائمًا إلى هذا الاحتمال، ولا يخضع الجميع لفحوصات دم شاملة عند شكواهم من التعب، وغالبًا ما يكتفي الأطباء بإجراء تعداد دم شامل دون قياس "الفيريتين"، وهو المؤشر الأهم لمخزون الحديد في الجسم.

توصيات طبية غير مطبقة

ويُنصح الأشخاص الذين يتناولون مثبطات مضخة البروتون لفترات طويلة بإجراء اختبار الفيريتين بانتظام، ولكن هذا نادرًا ما يُطبق فعليًا. في حالات مثل بريجيت، لم يتم توفير العلاج اللازم إلا بعد تدهور حالتها، رغم ظهور الأعراض بوضوح.

مخاطر صحية في حال الإهمال

فقر الدم، إذا لم يُعالج، قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل ضعف المناعة، تسارع ضربات القلب، أو حتى قصور القلب، كما أن وجوده عند الرجال، خاصة دون سبب واضح، قد يكون مؤشراً على أمراض خطيرة مثل التهابات مزمنة أو حتى السرطان في الجهاز الهضمي.

تجربة مشابهة لحالة مختلفة

مثال آخر هو ديريك روبرتس، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي عانى من إرهاق شديد استمر لثلاث سنوات قبل أن يُكتشف أن السبب هو مرض الاضطرابات الهضمية (السيلياك)، والذي تسبب في نقص امتصاص الحديد. تحسنت حالته تدريجيًا بعد تشخيصه واتباعه نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين.

العلاج ليس دائمًا متاحًا

كثير من المرضى، كما يشير البروفيسور ريتشاردز، يحاولون تعويض النقص عبر مكملات الحديد المتوفرة دون وصفة طبية، لكن جرعاتها غالبًا ما تكون غير كافية للعلاج، بل تُستخدم فقط للحفاظ على المستويات الطبيعية.

رحلة علاج طويلة وتكلفة خاصة

بعد تشخيص بريجيت، أُعطيت مكملات حديد فموية لكنها لم تكن فعالة، مما دفع الأطباء لاحقًا لإعطائها الحديد عبر الوريد، الأمر الذي ساعدها بشكل مؤقت، لكنها كانت بحاجة لتكرار هذا العلاج، وقد اضطرت مؤخرًا لتحمل تكاليف العلاج بشكل خاص بعد أن رفضت هيئة الخدمات الصحية تقديمه إلا في حال تدهورت حالتها أكثر.

دعوة لتغيير النهج الطبي

تأمل بريجيت أن تساهم قصتها في توعية الأطباء بأهمية مراقبة تأثير بعض الأدوية والعمليات الجراحية على امتصاص الحديد، خاصةً في الحالات التي تظهر فيها الأعراض بشكل واضح.

وتختم قائلة: "مع الدعم الصحيح، لا ينبغي أن نعيش سنوات في معاناة بسبب نقص الحديد، كما يفعل كثيرون دون معرفة السبب".

تم نسخ الرابط