ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

أصل عروسة المولد.. من العصر الفاطمي إلى رمز للاحتفال بالمولد النبوي الشريف

عروس المولد
عروس المولد

مع حلول شهر ربيع الأول، تستعد الدول الإسلامية، لاستقبال المولد النبوي الشريف، وتمتلئ المحلات بالحلوى، وتتزين بعروس المولد التي ارتبطت بالاحتفال بالمولد.

لكن هل تساءلت يومًا عن أصل "عروسة المولد"؟ ولماذا أصبحت مرتبطة بتلك المناسبة، وفي السطور التالية يقدم "ترند ريل" الإجابة على تلك التساؤلات.

من أين جاءت فكرة عروسة المولد؟

تعددت الروايات حول نشأة "عروسة المولد"، لكن أغلبها يرتبط بالعصر الفاطمي الذي حكم مصر في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، ففي هذا العهد، اعتاد الخلفاء الفاطميون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عبر مواكب ضخمة يخرج فيها الخليفة، وسط زينة وبهرجة واحتفالات عامة.

الرواية الأولى: الحاكم بأمر الله وزوجته

من أشهر الروايات المتداولة أن الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله" خرج يوم المولد في موكب عظيم، وكان يمتطي حصانًا مزينًا، بينما تسير بجانبه زوجته بثوب أبيض وتاج من زهور الياسمين، في مشهدٍ مهيب.

أراد الخليفة أن يُخلد هذا المشهد، فأمر صناع الحلوى بابتكار تماثيل على شكل زوجته (العروسة) وهو على الحصان (الفارس)، وتوزيعها على الناس، خاصة الأطفال، ومن هنا جاءت "عروسة المولد" و"حصان المولد" كرمزين للاحتفال.

الرواية الثانية: رمزية مستمرة من عهد الحاكم بأمر الله

وفي رواية أخرى شبيهة، يُقال إن صُنّاع الحلوى استلهموا مشهد موكب المولد الذي خرج فيه الحاكم بأمر الله بصحبة زوجته مرتدية ثوبًا أبيض مزينًا بالورود، فقاموا بصنع تماثيل من السكر تُجسد تلك اللحظة، لتحمل العروسة ملامح زوجة الخليفة، ويجسد الفارس هيئة الحاكم نفسه.

ومنذ ذلك الحين، باتت تلك التماثيل – التي تطورت لاحقًا إلى عروسة المولد والفارس – أحد أبرز مظاهر الاحتفال الشعبي بالمولد النبوي، واستمرت عبر القرون، محمولةً على أكتاف الحلوى والتقاليد.

الرواية الثالثة: تشجيع الزواج في المولد النبوي

رواية أخرى تشير إلى أن الخلفاء الفاطميين شجعوا المواطنين على عقد القران والاحتفال بالزفاف خلال المولد النبوي، وكانت تُقام حفلات الأفراح، وتُعلّق الزينة في الطرقات، ويُقدَّم للعروس حلوى على هيئة عروسة مزينة، بينما يُصنع للعريس حصان حلوى، كرمزٍ لفرحته وقوته.

تحولت هذه العادة إلى تقليد شعبي، فأصبح أهل العريس يُهدون عروسة المولد لعروس ابنهم، وما زال هذا التقليد قائمًا في بعض المناطق حتى اليوم.

صناعة الحلوى.. من اليدوية إلى المصانع

في البداية، كانت "عروسة المولد" تصنع يدويًا عبر تسخين السكر حتى درجة الغليان، ثم يُسكب في قوالب خشبية بأشكال العروسة أو الحصان، ويُترك ليجف، وبعد إخراجه، يزين بأوراق ملونة كانت تُصنع من الكروشية أو السلوفان.

تطورت الصناعة لاحقًا، وأصبح هناك مصانع متخصصة، أبرزها في شارع باب البحر بالقاهرة، وتنوعت الخامات بين السكر والبلاستيك، بل باتت العروسة تُلبس فساتين شبيهة بفستان الزفاف.

كما تطورت حلوى المولد عمومًا، لتشمل الحمصية والسمسمية والملبن والفستقية والبندقية واللوزية، وغيرها من الأنواع التي أصبحت سمة مميزة لهذا الموسم.

اقرأ أيضًا: حلاوة المولد.. كيف تحولت من تقليد فاطمي لمظهر للاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

تم نسخ الرابط