من الميكرو إلى الماكرو.. الكلاتش الـ oversized يفرض نفسه في عالم الموضة

لم تعد الحقائب الصغيرة جداً (Micro Bags) تحتل واجهة صيحات الموضة كما في السنوات الماضية، بعدما تحولت من لمسة مبتكرة ولطيفة إلى قطعة غير عملية، فقد كانت بحجم لا يتسع إلا لمفتاح صغير أو قلم أحمر شفاه، لكنها سرعان ما فقدت بريقها حين اكتشف الجميع أن حقيبة لا تستوعب حتى الهاتف ليست سوى زينة عابرة، واليوم، تغيّرت المعادلة تماماً، وأفسحت هذه الصيحة المجال لعودة الكلاتش الكبير ليصبح أيقونة الموسم.
ومن منصات عروض باريس إلى شوارع كوبنهاغن، بات الكلاتش الضخم حاضراً في كل مكان: تحت ذراع محررات الموضة، بين يدي النجمات، وفي صدارة الحملات الدعائية، وما يميزه أنه يمنح مساحة واسعة للتجريب؛ فقد يأتي ناعماً وبسيطاً من دون أي تفاصيل، أو هندسياً بلمسات معمارية تقترب من كونها عملاً فنياً أكثر من مجرد حقيبة.
وكانت دار بوتيغا فينيتا من أوائل الدور التي أدركت هذا التحول، إذ قدّم المدير الإبداعي السابق دانيال لي حقيبة The Pouch التي اشتهرت بجلدها الطري الفاخر وسعتها التي تكفي جهاز iPad، لكنها في الوقت نفسه أنيقة بما يكفي للسهرات، تلك القطعة مثلت الجسر المثالي بين الحجم الكبير واللمسة الراقية، وفتحت الباب أمام الكلاتش الضخم ليصبح صيحة راسخة.
وعلى منصات العروض العالمية، عززت دور الأزياء هذا التوجه:
- Coach في أسبوع نيويورك للموضة قدّمت كلاتشات كبيرة تحاكي حقيبة العمل لكن بأسلوب فني.
- Acne Studios وAlexander McQueen وMiu Miu وThe Row طرحوا تصاميم متباينة تؤكد قوة حضور هذا الاتجاه.
- أما ماثيو بلازي في بوتيغا فينيتا فأعاد ابتكار الكلاتش الكلاسيكي بشكل ظرف ضخم من الجلد لربيع 2024.
- وفي Loewe قدّم جوناثان أندرسون حقائب هندسية أشبه بقطع أورIGAMI تتجاوز حدود الإكسسوار لتصبح عملاً فنياً.
هذا التحول من الميكرو إلى الماكرو يعكس حالة الموضة اليوم أكثر مما يعكس الحاجة العملية؛ فبعد سنوات من السعي خلف صيحات متجددة كل بضعة أسابيع، هناك الآن توق إلى قطع تدوم، تجمع بين الفخامة والعملية، الكلاتش الكبير يعبّر عن هذا التوجه بوضوح حيث حقيبة تفرض حضورها كرمز للأناقة والعملية.
ورغم أن وتيرة الموضة قد تعيدنا يوماً إلى الحقائب الصغيرة، إلا أن اللحظة الراهنة تشهد ولادة صيحة تتقاطع فيها الأناقة مع العملية.
الكلاتش الكبير لم يعد مجرد إكسسوار بل قطعة أساسية تثبت أن الأناقة والوظيفة يمكن أن تجتمعا في حقيبة واحدة.


