الفطر الثلجي… مكوّن الجمال الجديد الذي ينافس حمض الهيالورونيك

في عالم العناية بالبشرة، لا يتوقف البحث عن المكوّن المثالي لترطيب عميق وطويل الأمد. فبعد أن تصدّر ميوسين الحلزون المشهد، واحتلت عشبة السيكا مكانة بارزة، يتجه الاهتمام اليوم نحو مكوّن طبيعي قديم بقدر ما هو فعّال، يجمع بين إرث الطب التقليدي الصيني وابتكارات العلم الحديث: الفطر الثلجي (Tremella fuciformis)، الفطر الأبيض الشفاف ذو الشكل المرجاني، الذي يعود إلى الواجهة بقوة كأحد أبرز أسرار الترطيب.
ويشرح اطباء الجلدية طبيعة عشبة الفطر الثلجي حيث “يمثل الفطر الثلجي اتجاهًا متناميًا نحو العلاجات النباتية التقليدية، فهو مرطب طبيعي غني بالـ”بوليسكريات” القادرة على الاحتفاظ بما يصل إلى 500 ضعف وزنها من الماء، تمامًا مثل حمض الهيالورونيك، لكن بوزن جزيئي أقل، مما يسمح له بالتغلغل أعمق في البشرة. كما يتميز بقدرة على تكوين طبقة واقية تحافظ على الرطوبة وتعزز من امتصاص المكوّنات الفعالة الأخرى.”
من المطبخ الصيني إلى روتين العناية بالبشرة
يُعرف الفطر الثلجي منذ قرون كأحد الأطعمة الفاخرة في المطبخ الصيني، حيث يُضاف إلى الحساء أو الحلويات العشبية المغذية. لكن قيمته الحقيقية تكمن في دوره الطبي؛ إذ استخدم في الطب الآسيوي لعلاج البشرة وتجديدها على مدى آلاف السنين. واليوم، يثبت العلم الحديث فعاليته كمكوّن تجميلي متعدد الفوائد.
ومع تغير معايير المستهلك الحديث، لم يعد البحث يقتصر على النتيجة فقط، بل يشمل أيضًا النقاء في التركيبة، الاستدامة في المصدر، والفوائد الشاملة للبشرة. الفطر الثلجي يحقق هذه المعادلة بفضل ثباته، تعدد استخداماته، وملاءمته لمختلف الروتينات.
فوائد تناسب جميع أنواع البشرة
بحسب اطباء الجلدية ، يتميز الفطر الثلجي بأنه غير كوميدوجيني (لا يسد المسام) وآمن غالبًا حتى للبشرة الحساسة، مع احتمالية منخفضة جدًا للتسبب بالتهيج مقارنةً بالمرطبات الصناعية. وتشمل فوائده:
- للبشرة الجافة: ترطيب عميق دون إحساس دهني.
- للبشرة الحساسة: تهدئة وتقليل التهيج.
- للبشرة الناضجة: خصائص مضادة للأكسدة تساعد في حماية الكولاجين.
- للبشرة الدهنية والمختلطة: ترطيب خفيف غير زيتي.
الفطر الثلجي أم حمض الهيالورونيك؟
رغم أن حمض الهيالورونيك يتصدر قائمة مرطبات البشرة بقدرته على الترطيب السطحي الفوري، إلا أن الفطر الثلجي يقدم ترطيبًا أعمق وفوائد مضادة للأكسدة. وتوضح اطباء الجلدية :“لا يمكن اعتباره بديلًا لحمض الهيالورونيك، بل مكمّلًا له. فالجمع بينهما يمنح ترطيبًا متعدد المستويات: الهيالورونيك لملء الخطوط الدقيقة سريعًا، والفطر الثلجي لتعزيز ترطيب الطبقات العميقة ودعم حاجز البشرة على المدى الطويل.”
كيف تستفيدين منه في روتينك؟
لأفضل النتائج، يُنصح باستخدام حمض الهيالورونيك للترطيب الفوري، يليه الفطر الثلجي لزيادة الاحتفاظ بالرطوبة وتحسين مرونة البشرة. ومع أن الفطر الثلجي مناسب لمعظم أنواع البشرة، يُستحسن استشارة طبيب الجلدية قبل إدخاله في الروتين، خاصةً للبشرات شديدة التفاعل أو المصابة بالأكزيما.
وختاما ومع تزايد المنتجات التي تحتوي على هذا المكوّن الفريد، أصبح من السهل العثور على مستحضرات مدعومة بالفطر الثلجي، مع خيارات متعددة يوصي بها أطباء الجلدية لتجربة ترطيب طبيعي وعميق.





