ليست حب شباب: كل ما تحتاج معرفته عن الميليا وكيفية التخلص منها

قد تبدو للوهلة الأولى كبثور بيضاء صغيرة ظهرت فجأة أسفل العينين أو على الخدّين أو على طول الأنف، لكن ما ترينه ليس حب شباب أو رؤوسًا بيضاء، بل هو حالة جلدية مختلفة تمامًا تُعرف باسم الميليا. 

ورغم مظهرها البسيط، فإنها لا تستجيب لعلاجات حب الشباب التقليدية، كما أن محاولة عصرها لن تؤدي إلا لتهيّج الجلد وربما تفاقم المشكلة.

ويوضح أطباء الجلدية، أن “الميليا عبارة عن أكياس صغيرة جدًا تتكوّن تحت سطح الجلد، وممتلئة ببروتين يُسمى الكيراتين، وهو المكوّن الطبيعي للشعر والأظافر والطبقة الخارجية للبشرة”.

 وتظهر هذه النتوءات البيضاء اللؤلؤية عادةً على شكل حبوب ملساء وغير مؤلمة، ولا ترتبط بالتهابات أو عدوى، ولا علاقة لها بمسببات حب الشباب.

أما الرؤوس البيضاء الحقيقية فهي نوع من آفات حب الشباب الناتجة عن انسداد المسام بالزيوت وخلايا الجلد الميتة والبكتيريا، وتكون طرية نسبيًا ويمكن استخراجها، على عكس الميليا التي تكون أكثر صلابة وعمقًا.

أسباب ظهور الميليا

تحدث الميليا عندما تفشل البشرة في التخلص من خلايا الجلد الميتة ضمن دورة التجدد الطبيعية، فبدلاً من أن تتقشر الخلايا من السطح، تُحتجز تحت الجلد مع الكيراتين، ما يؤدي لتكوّن هذه الأكياس الصغيرة، غالبًا ما تظهر في مناطق الجلد الرقيق مثل محيط العينين والخدّين، حيث تكون البشرة أكثر عرضة لتراكم الخلايا.

ويشير أخصائيو الأمراض الجلدية إلى أن الميليا شائعة بين المواليد الجدد، كما تصيب البالغين ذوي البشرة الجافة أو التالفة، وقد تُحفَّز باستخدام مستحضرات ثقيلة أو مكونات انسدادية مثل الفازلين والزيوت المعدنية وشمع العسل وزبدة الكاكاو أو الشيا، إضافةً إلى السيليكونات مثل الدايميثيكون المتوفرة في بعض مستحضرات التجميل. 

كما يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام كريمات العيون الغنية أو عدم إزالة المكياج جيدًا أو التعرض لطقس حار ورطب إلى تفاقم المشكلة.

وهناك نوع يُسمّى “الميليا الناتجة عن الصدمات” قد يظهر بعد إجراءات تجميلية مثل الليزر أو صنفرة البشرة، حيث يعيق تضرر الجلد عملية الشفاء الطبيعية فيحتجز الكيراتين.

طرق العلاج

عادةً ما تختفي الميليا من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، لكنها قد تتطلب تدخلًا إذا كانت مزعجة أو مستمرة.

 ينصح الخبراء بالجمع بين العناية المنزلية المنتظمة والعلاجات الاحترافية، يمكن لأخصائي الجلدية إزالة الميليا باستخدام إبرة معقمة، أو اللجوء إلى التجميد (Cryotherapy) أو الكي الكهربائي (Diathermy) أو حتى الليزر في الحالات الشديدة.

كما يُوصي الأطباء بالتقشير باستخدام الريتينول لتعزيز تجدد الخلايا، أو جلسات HydraFacial لتنظيف المسام بعمق. 

وفي المنزل، يمكن استخدام مقشرات لطيفة تحتوي على الريتينويدات أو أحماض ألفا وبيتا هيدروكسي (AHAs/BHAs)، لكن بحذر خاصة في المناطق الحساسة.

الوقاية وتقليل إعادتها:

رغم أنه لا يمكن منع الميليا نهائيًا، فإن الحفاظ على حاجز جلدي صحي والالتزام بروتين تقشير لطيف يمكن أن يقلل من فرص ظهورها. 

يُنصح باستخدام منتجات خفيفة غير مسببة لانسداد المسام حول العينين، وتجنب الكريمات الثقيلة، مع إدخال مقشر كيميائي خفيف مرة أو مرتين أسبوعيًا. 

ولا يُنسى وضع واقٍ شمسي يوميًا، إذ يُعدّ الضرر المزمن من أشعة الشمس سببًا شائعًا لظهور الميليا عند البالغين.

وختاماً بهذه المعرفة، يصبح من السهل التفرقة بين الرؤوس البيضاء والميليا، وتطبيق الخطوات الصحيحة للتعامل معها دون الإضرار بالبشرة.