الإمارات تطلق مبادرات نوعية لتعزيز اللغة العربية في العصر الرقمي عبر الذكاء الاصطناعي

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج رائد في استثمار التكنولوجيا الحديثة لتعزيز مكانة اللغة العربية ونشرها عالميًا ومن خلال تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل المؤسسات الإماراتية على دمج اللغة العربية وتراثها الثقافي الغني في العالم الرقمي بما يلبي متطلبات المستقبل ويواكب التحولات التقنية المتسارعة.
أحد أبرز المشاريع الرائدة التي أنجزتها الشارقة "عاصمة الثقافة العربية" هو مشروع المعجم التاريخي للغة العربية هذا المشروع العلمي الطموح يوثق تطور اللغة العربية عبر العصور مما يمثل مرجع مهم للأجيال الحالية والمستقبلية وفي خطوة متقدمة تم إطلاق مشروع "جي بي تي المعجم التاريخي للغة العربية الذي يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين الباحثين والمهتمين من الوصول إلى أكثر من 20 مليون كلمة عربية كما يقدم المشروع أدوات مبتكرة مثل تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو وتغذية المعجم بالمعلومات بشكل مستمر بفضل التعاون بين مجمع اللغة العربية بالشارقة ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات.
من جهة أخرى تتصدر مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الجهود الرامية إلى تعزيز الثقافة والمعرفة الرقمية عربيًا وعالميًا ومن خلال مبادرة "مركز المعرفة الرقمي" توفر المؤسسة منصة شاملة لإنتاج وتنظيم المحتوى المعلوماتي الرقمي باللغة العربية وقد حققت هذه المنصة إنجاز كبير العام الماضي حيث قدمت أكثر من 800 ألف عنوان وأكثر من 8.5 مليون مادة رقمية موزعة على 18 مكتبة متخصصة تغطي مجالات علمية وفكرية وثقافية متنوعة.
في أبوظبي يواصل مركز أبوظبي للغة العربية جهوده المميزة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية ومن أبرز مشاريع المركز "معجم دليل المعاني الرقمي" وهو أول معجم عربي إنجليزي متكامل يعتمد على تقنيات حوسبة اللغة يضم المعجم أكثر من 7000 مادة لغوية ويقدم أدوات متقدمة مثل النطق الآلي التعريفات المبسطة، والأمثلة التوضيحية، مما يجعله مورد مثالي لغير الناطقين بالعربية.
كما أطلق المركز مشروع "الكتاب الصوتي بتقنية الذكاء الاصطناعي" الذي يحول النصوص المكتوبة إلى محتوى صوتي عالي الجودة بالإضافة إلى "مختبر الذكاء الشعري" الذي يساعد الشعراء الشباب والمعلمين والطلبة على تحسين النصوص الشعرية وإتقانها لغوياً وفي إطار آخر أطلق المركز مشروع "المدونة العربية المتوازنة للانقرائية بارق"، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي وجامعة زايد بهدف جمع مدونة لغوية ضخمة تضم 10 ملايين كلمة.
شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الأخيرة إطلاق مبادرة "المربع الرقمي" وهي مساحة تقنية مخصصة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال النشر والكتابة هذه المبادرة تهدف إلى دعم الكتاب والناشرين في الاستفادة من التقنيات الحديثة لإثراء المحتوى العربي الرقمي.
في الجانب التعليمي تلعب الجامعات الإماراتية دور محوري في دعم اللغة العربية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي فجامعة زايد أطلقت منصة "زاي" الرقمية التي تهدف إلى تطوير تعليم اللغة العربية باستخدام أدوات وموارد مبتكرة تدعم المعلمين والطلبة والباحثين كما شهدت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إطلاق نموذج "جيس" وهو نموذج لغوي متقدم يعد الأكثر تطور في العالم باللغة العربية مما يتيح لأكثر من 400 مليون ناطق بالعربية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
من خلال هذه الجهود المتكاملة تؤكد دولة الإمارات التزامها بتعزيز حضور اللغة العربية في المشهد الرقمي العالمي وبفضل المبادرات النوعية والمشاريع المبتكرة التي توظف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة أصبحت اللغة العربية أكثر قدرة على التفاعل مع متطلبات العصر مما يرسخ مكانتها كأداة اتصال ثقافي ومعرفي عالمية.