منها ضعف التركيز.. ماذا يحدث لجسمك عندما تقضي وقتًا طويلاً أمام الشاشة؟

توجد الشاشات اليوم في كل مكان، من الفصول الدراسية وأماكن العمل إلى المنازل، ورغم فوائدها الكبيرة في التعليم والعمل والتواصل، إلا أن الاستخدام المفرط لها قد يؤدي إلى أضرار صحية جسدية ونفسية، خاصة إذا لم يتم تنظيم وقت استخدامها.
تشير بعض الدراسات إلى ضرورة تحديد وقت الشاشة، خاصة الترفيهي منه، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمراهقين النفسيين بتقليل وقت الشاشة الترفيهي إلى ساعتين يوميًا للبالغين، وساعة واحدة أو أقل للأطفال في أيام الدراسة، وفق ما جاء في "verywellhealth".
أولًا: ماذا يحدث لجسمك مع الاستخدام المفرط للشاشات؟
1. تغيرات في الدماغ
أظهرت الدراسات أن البالغين الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا في استخدام الشاشات الترفيهية قد يعانون من:
- ترقّق القشرة المخية، وهي مسؤولة عن الذاكرة، واتخاذ القرار، وحل المشكلات.
- نقص في المادة الرمادية، التي تدعم وظائف الدماغ.
- زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والخرف، ومرض باركنسون.
2. اضطرابات في النوم
الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعطّل الإيقاع الطبيعي للجسم ويؤخّر إفراز الميلاتونين، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم، وهذا بدوره قد يسبب مشاكل صحية متعددة، مثل:
- صعوبة في التركيز
- اضطرابات مزاجية
- أمراض قلبية
3. ضعف التركيز والانتباه
قلة النوم وتغيرات الدماغ قد تسهم في انخفاض مدى الانتباه، وتراجع القدرة على التركيز وحل المشكلات.
4. التأثير على المزاج
رغم أن استخدام الشاشات قد يُشعر بعض الأشخاص بالراحة مؤقتًا، إلا أن الإفراط في استخدامها، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، يرتبط بزيادة معدلات:
الحزن
القلق
الاكتئاب
حتى الأفكار الانتحارية في بعض الحالات
5. مشاكل جسدية مثل آلام الرقبة والعين
الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشة يؤدي إلى إجهاد العين، آلام الرقبة والكتفين، الصداع والدوار خصوصًا لمن يقضون أكثر من 30 دقيقة يوميًا في ألعاب الفيديو.
6. زيادة الوزن والسمنة
استخدام الشاشات لفترات طويلة يقلل من النشاط البدني ويزيد من فرص تناول الطعام غير الصحي، مما قد يؤدي إلى تراكم الدهون، اضطراب في التمثيل الغذائي، ارتفاع خطر السمنة.
التأثيرات طويلة المدى
الاستخدام المفرط للشاشات يومًا بعد يوم قد يؤدي إلى آثار صحية خطيرة على المدى البعيد:
لدى الأطفال
- انخفاض الأداء الأكاديمي
- ضعف النمو الاجتماعي والعاطفي
- زيادة خطر الإصابة بالسمنة
- مشكلات في النوم والتركيز
- احتمالية أعلى للإصابة بالاكتئاب والقلق
من الضروري التأكد من أن الأطفال يتعرضون لمحتوى مناسب، وتحديد فترات استخدام الشاشات بشكل واضح بمساعدة طبيب الأطفال.
لدى المراهقين
- مشكلات النوم وضعف مهارات حل المشكلات
- قلة ممارسة الأنشطة والهوايات
- انخفاض احترام الذات
- زيادة معدلات القلق والاكتئاب
- لدى البالغين
- ارتفاع خطر الإصابة بالخرف
- السمنة
ما الذي يُعتبر "وقت شاشة"؟
ليس كل وقت تقضيه أمام الشاشة له التأثير نفسه، يختلف الأثر حسب سبب الاستخدام ونوع المحتوى وتوقيته.
تُقسّم مؤسسة Common Sense Media وقت الشاشة إلى أربع فئات:
الوقت السلبي: مثل مشاهدة التلفاز أو التمرير العشوائي على مواقع التواصل.
الوقت التفاعلي: مثل لعب الألعاب أو حل الألغاز.
وقت التواصل: مثل المكالمات أو الرسائل النصية.
وقت الإنشاء: مثل الرسم أو البرمجة أو تأليف الموسيقى.
لا تُعد أي من هذه الفئات "سيئة" أو "جيدة" بحد ذاتها، بل يجب تقييم تأثيرها بحسب السياق.
التوصيات العامة لاستخدام الشاشات
المدة المناسبة لاستخدام الشاشات تختلف حسب العمر، لكن الإرشادات العامة تشمل:
البالغون: لا يزيد عن ساعتين يوميًا للأنشطة الترفيهية.
الأطفال من 6 سنوات فأكثر: ساعتان كحد أقصى يوميًا.
الأطفال من سنتين إلى خمس سنوات: ساعة واحدة يوميًا في أيام الدراسة، وساعتان إلى ثلاث في عطلات نهاية الأسبوع.
الأطفال من 18 إلى 24 شهرًا: استخدام محدود مع إشراف الوالدين.
الأطفال تحت 18 شهرًا: تجنّب استخدام الشاشات باستثناء مكالمات الفيديو.
نصائح لإدارة وقت الشاشة
إدارة وقت الشاشة تعتمد على وعي الفرد، ومن أهم التوصيات:
- لا تستخدم الهاتف مباشرة عند الاستيقاظ
- مارس التأمل أو تمارين التنفس بدلًا من تصفح الشاشة صباحًا
- تجنّب استخدام الشاشات أثناء الوجبات أو لقاءات العائلة
- قلّل استخدامها قبل النوم بـ 30-60 دقيقة
- راقب ردود الفعل السلبية عند تقليل وقت الشاشة قد تشير إلى إدمان
- استخدم مخطط عائلي للتكنولوجيا لتنظيم القواعد بشكل جماعي