عادات يومية بسيطة لتقوية العمود الفقري وتجنب آلام الظهر

كشف الجراح المتخصص في العمود الفقري، السيد كولين ناتالي، استشاري مستشفى الأميرة جريس، عن بعض العادات اليومية البسيطة التي يحرص على اتباعها للحفاظ على صحة العمود الفقري، مؤكدًا أن أنماط الحياة الخاملة هي السبب الرئيسي وراء الانتشار الكبير لآلام الظهر.
يقول ناتالي:العمود الفقري لم يُصمَّم للجلوس ساكنًا، وأكد أن العمل في وظيفة مكتبية لا يعني بالضرورة الإصابة بآلام الظهر، لكن الجلوس لفترات طويلة دون حركة هو ما يؤدي إلى الضرر، وذلك وفق ما جاء في "dailymail.".
الحركة لا الوضعية هي الحل
رغم أن بعض التعديلات مثل الكرسي المريح، وارتفاع الشاشة، والمكتب القائم يمكن أن تُحسن من الوضعية العامة للجسم، إلا أن ناتالي يشدد على أن الحركة هي العنصر الأساسي للحفاظ على صحة العمود الفقري.
ويضيف: “أفضل شيء يمكنك القيام به هو أخذ فترات راحة منتظمة”، وأوضح أنه يضبط جرس تنبيه على جهاز الكمبيوتر الخاص به كل ساعة ليذكّره بالتحرك، ولو لدقائق معدودة.
لماذا تعتبر الحركة ضرورية للظهر؟
يشير ناتالي إلى أن تحريك الجسم بشكل منتظم يساعد على تمرين العضلات وزيادة مقاومة الأنسجة، فعندما تنقبض العضلات أثناء الحركة، ثم تتبعها فترة راحة، تصبح هذه الأنسجة أكثر مرونة وقوة، مما يُعزز من قوة الظهر وصحته.
مرحلة بناء العظام.. فرصة لا تُعوّض
يوضح الجراح أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا ما زالوا في مرحلة بناء كتلة العظام، وتبلغ كثافة العظام ذروتها عادةً ما بين سن 25 و35 عامًا، وهي المرحلة التي تُحدد فيها قوة العظام في المستقبل.
الفشل في تعزيز كثافة العظام خلال هذه الفترة يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل هشاشة العظام والكسور في سن متقدمة، ولهذا شدّد ناتالي على أهمية تكوين عادات صحية في سن مبكر، قائلاً: "إن لم تستخدمها، ستفقدها".
لا يزال الوقت مناسبًا لمن تجاوزوا سن الشباب
أكد ناتالي أن الأوان لم يفت بعد حتى لمن تجاوزوا مرحلة بناء العظام، فالحركة مفيدة في أي عمر، ورسالة ناتالي واضحة: "ابقَ نشيطًا، لا تخف من الألم، وتغلب عليه."
هل يجب التوقف عند الشعور بالألم؟
أشار ناتالي إلى أن الكثير من الناس يتوقفون عن الحركة بمجرد الشعور بآلام الظهر، بسبب اعتقادهم بأن الحركة قد تُسبب ضررًا إضافيًا، أو لأنهم قيل لهم إن الراحة هي الحل.
لكنه يقول: هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، الألم لا يعني بالضرورة وجود ضرر.
وأوضح أن الكثيرين يخلطون بين الألم والضرر، فحتى إن كان الألم موجودًا، فإن النشاط في كثير من الحالات هو الخيار الأفضل.
التمارين المناسبة لحالات آلام الظهر
في حالات الألم الحاد، يمكن استبدال التمارين القوية مثل الجري بتمارين منخفضة التأثير مثل السباحة أو البيلاتس، خصوصًا عند اشتداد الألم، يساعد هذا النوع من التمارين على تحريك الجسم دون تحميل زائد على العمود الفقري.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمر الألم لأكثر من ستة أسابيع دون تحسن رغم استخدام مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو بعد العلاج الطبيعي، فقد يكون من الضروري زيارة الطبيب العام، في هذه الحالات، يمكن إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص الحالة بدقة.
مع ذلك، يؤكد ناتالي أن نحو 90٪ من حالات آلام الظهر لا تتطور إلى مشاكل خطيرة، وغالبًا ما تستجيب للعلاج الطبيعي والنشاط البدني المعتدل.
أهمية الوقوف.. وأبحاث جديدة
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من النرويج والدنمارك أن الوقوف لأكثر من ساعة ونصف يوميًا يقلل من خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر المزمنة. مما يوضح أن مجرد الوقوف والتحرك لفترات قصيرة يمكن أن يكون له أثر كبير على صحة الظهر.
نصائح عامة لنمط حياة داعم لصحة العمود الفقري
بالإضافة إلى التمارين المنتظمة والحركة اليومية، يُوصي ناتالي بالاهتمام بالتغذية. فهو يحرص على:
- تناول البروبيوتيك يوميًا لتحسين صحة الأمعاء
- الابتعاد عن الأطعمة المصنعة
- تقليل السكر المكرر
- اعتماد نظام غذائي مضاد للالتهابات