ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

أربعة أفلام وضع زياد الرحباني موسيقاها ولم تسمع بها من قبل

زياد
زياد

 


مئات الألحان والأغنيات قدمها الملحن الاستثنائي زياد الرحباني خلال خمسة عقود من الزمن، كثير منها مشهور، وكلها نال حظه في الاستماع بعد وفاته، لتنال إبداعاته فرصتها الثانية والأخيرة في الانتشار، ولكن ماذا عن علاقة الرحباني بالسينما ؟ 


ببحث متأني في إنتاجات زياد، نجد أنه قدم الكثير للسينما العربية، في ظل عدم ترويج كافي وتعتيم غير مقصود من الإعلام الذي اهتمّ بمسرحيات فيروز على حساب اهتمام زياد بالسينما.

أشهر مساهمات زياد في السينما، كان قد أصدرها هو لاحقا في اسطوانة بنفس اسم الفيلم "هدوء نسبي" عام  1985، وهي موسيقى وضعها زياد للفيلم الوثائقي الذي أنتجته وقتها شركة النجدة الشعبية اللبنانية، وكان يضم تسجيلات من حفلات، ومشاهد داخل الاستوديو، بجانب مقابلات مع زياد ومع عدد من المبدعين المشاركين.

قبل "هدوء نسبي" كانت له مساهمة بسيطة لم تنل حظها من الرواج وقتها، حيث شارك بوضع موسيقى فيلم "عائد إلى حيفا" عام 1982" من إخراج قاسم حول، عن رواية غسان كنفاني.

وفي عام 1999 ألف زياد موسيقى فيلم "متحضّرات" للمخرجة رندة الشهال صباغ، وكان يحكي الفيلم عن فترة الحرب الأهلية اللبنانية ويصوّر حياة مجموعة من اللبنانيين والمقيمين الذين يعيشون في مبنى واحد، حيث تتشابك حكاياتهم في الحرب، واختار زياد لموسيقى الفيلم إيقاعات الفانك مع مقامات عربية ونفخات نحاسية، ليرسم مشهداً صوتياً يعكس التوتر والعبث معاً في توليفة فنية تحتفي بالفوضى لتعكس رسالة الفيلم .

أما عام 2003 فكانت مساهمة زياد الرابعة في عالم السينما، وذلك من خلال فيلم "طيارة ورق" للمخرجة رندة الشهال صباغ، والذي كانت تدور أحداثه في دراما رومانسية، حيث قصة حبّ تخيم عليها أجواء الاحتلال، واللافت في هذا الفيلم أنه لم يشهد حضور زياد فقط كمؤلف موسيقي، بل ظهر في أحداثه كممثل بشخصية هادئة بنفس اسمه زياد.


مسيرة مضيئة

ودّع الوسط الفني العربي، والمحبون في لبنان والعالم، الموسيقار الكبير زياد الرحباني، الذي رحل بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من خمسة عقود، ترك خلالها بصمة استثنائية في مجالات الموسيقى والمسرح والكتابة.

ورغم رحيله، تبقى أعماله شاهدة على عبقرية فنية نادرة، صنعت ثورة في الأغنية والمسرح العربي، وفرضت أسلوبًا خاصًا تميّز بالجرأة، والواقعية، والسخرية اللاذعة، بعيدًا عن الزخارف أو المواربة.

في عام 1971 كان أول لحن لزياد وهو لأغنية "ضلك حبيني يا لوزية"، وفي عمر السابعة عشرة، أي في عام 1973 تحديداً قام زياد بتقديم أول لحن لوالدته فيروز وكان والده عاصي حينها في المستشفى، وقد كان مقرراً لفيروز أن تلعب الدور الرئيسي في مسرحية المحطة للأخوين رحباني، ولهذا كتب منصور (أحد الأخوين رحباني) كلمات أغنية تعبر فيها فيروز عن غياب عاصي لتغنيها في المسرحية، وألقى بمهمة تلحينها إلى زياد، وكانت تلك أغنية هي "سألوني الناس"، ولاقت تلك الأغنية نجاحاً كبيراً، ودهش الجمهور للرصانة الموسيقية لابن السابعة عشرة ذاك، وقدرته على إخراج لحن يضاهي ألحان والده، ولو أنه قريب من المدرسة الرحبانية في التأليف الموسيقي.

كما شارك في مسرحية "المحطة" بدور الشرطي، ومثل لاحقًا في مسرحية "ميس الريم" عام 1975، وفي العام نفسه، كتب وأخرج أولى مسرحياته الخاصة "سهرية" (1973)، تلتها "نزل السرور" (1974)، ثم أعمال أكثر جرأة مثل "بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، و"فيلم أميركي طويل" (1980)، و"شي فاشل" عام (1983) والتي مثلت تحولاً واضحًا نحو المسرح السياسي الواقعي والنقد الاجتماعي بأسلوب ساخر .

واشتهر زياد باعتماده على ما يُعرف بالجاز الشرقي، والمزج بين الارتجال الغربي والموسيقى العربية وإلى جانب أعماله المسرحية، أنتج ألبومات موسيقية لافتة تعاون فيها مع فنانين عرب كبار مثل لطيفة وسامي حواط وجوزيف صقر.

ولم تقتصر مساهماته على التلحين، بل شملت توزيع أعمال مثل الأغنية الملحمية "أحمد الزعتر" كلمات محمود درويش وغناء خالد الهبر عام 1977، بالإضافة إلى توزيع "مديح الظل العالي" عام 1987، والتي نُفذت أوركستراليًا.

 

تم نسخ الرابط