رجل الملاكمة الذي حوّل الألم إلى رسالة وفاة دوايت محمد قاوي بعد صراع مع الخرف

لم تكن مهنة الملاكمة بداية لواحد من أعظم الأسماء في تاريخ اللعبة بل كانت طريق للخلاص هكذا بدأ حكاية دوايت محمد قاوي الذي توفي عن عمر 72 عام بعد خمس سنوات من الصراع مع مرض الخرف وفقا لما كشفت عنه شقيقته واندا.
ولد دوايت براكستون في مدينة بالتيمور عام 1953 وسط ظروف صعبة انتهى به المطاف في سجن حكومي بعد إدانته في قضية سرقة مسلحة لكن السجن لم ينه حياة بل كان المسرح الأول لانطلاق شرارة تغيير جذري.
في داخل الجدران اكتشف شغفه بالمقامرة ليس المقامرة بالمال بل المواجهة البدنية حيث بدأ التدريب على الملاكمة وبعد إطلاق سراحه في 1978 انطلق ليبدأ مسيرته الاحترافية.
بداية مشواره لم تكن مشرفة فقد خسر أول مباراة له لكنه سرعان ما عاد بقوة في 1981 حقق أول لقب عالمي له عندما فاز بلقب WBC في وزن الخفيف الثقيل بعدما هزم بطل العالم ماثيو سعد محمد بالضربة القاضية الفنية في الجولة العاشرة.
لكن قاوي لم يتوقف عند هذا الحد في 1985 استعاد لقب WBA في وزن الطراد ليصبح أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب العالمي ومع ذلك خسره لصالح إيفاندر هوليفيلد في مباراة درامية امتدت إلى 15 جولة.
وفي 1988 واجه واحدة من أكبر مواجهات حياته جورج فورمان حيث خسر بالضربة القاضية بعد أن تحول إلى الوزن الثقيل بشكل كامل.
أنهى قاوي مسيرته الاحترافية عام 1999 بعد 41 انتصار و11 خسارة وتعادل واحد وقد تم اختياره للدخول إلى قاعة مشاهير الملاكمة الدولية عام 2004 ليس فقط لإنجازاته بل لقصته التي تلهم.
بعد اعتزاله لم يختبئ خلف الكواليس بل استمر في تقديم الدعم عمل مدرب للملاكمة ومستشار في برامج إعادة التأهيل الخاصة بالإدمان والمخدرات ووجه الشباب من الفئات المهمشة مستخدم تجربته الشخصية كسلاح.
كان يؤمن بأن "القوة ليست فقط في الضرب بل في القدرة على التغيير".
رغم أن السنوات الأخيرة كانت مليئة بالتحديات إلا أن ذكراه تبقى حية في قلوب من عرفوه وفي قاعات التدريب التي زارها وفي كل قصة تروى عن رجل خرج من الظلام ووصل إلى النور