الجلوتاثيون.. صيحة تفتيح البشرة المثيرة للجدل في عالم التجميل
في السنوات الأخيرة، تصدّر الجلوتاثيون مشهد التجميل بوصفه مكونًا « سحريًا " لتفتيح البشرة، مما أثار موجة من الجدل في عالم التجميل، يقابلها الكثير من الجدل في الأوساط الطبية.
وبين مؤيد لفوائده الجمالية ومعارض بشأن فوائده ، أصبح هذا المكوّن يستحوذ على نقاش واسع يدور حول فوائده ومخاطره.
ما هو الجلوتاثيون؟
الحلوتاثيون هو مضاد أكسدة قوي يتكون طبيعيًا في الكبد من ثلاثة أحماض أمينية: الجلايسين، السيستين، والحلوتاميك أسيد.
يلعب دورًا حيويا في إزالة السموم من الجسم، دعم جهاز المناعة، وتحسين وظائف الخلايا.
الجلوتاثيون وتفتيح البشرة
رغم أن استخدام الجلوتاثيون كان طبيًا في الأساس، خصوصًا في حالات الأمراض المزمنة وتلف الكبد، إلا أن قطاع التجميل أعاد توظيفه كمنتج لتفتيح البشرة.
يُعتقد أن الجلوتاثيون يثبط إنزيم التيروزيناز، المسؤول عن إنتاج الميلانين، الصبغة التي تحدد لون البشرة، هذا التأثير الجانبي جذب انتباه الراغبات ببشرة أفتح، خاصة في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، الشرق الأوسط، وأفريقيا.
وجدير بالذكر أنه له عدة أشكال في الأسواق مثل الحقن الوريدي: الشكل الأكثر جدلا، ويُروّج له كوسيلة سريعة وفعالة لتفتيح البشرة.
والكبسولات والمكملات الغذائية: يُعتقد أنها أقل فعالية من الحقن، لكن أكثر أمانًا.
والكريمات الموضعية: تُستخدم بشكل موضعي، لكنها أقل انتشارًا.
وحتى الآن، لا توجد دراسات علمية كافية تؤكد فعالية الجلوتاثيون لتفتيح البشرة على المدى الطويل أو تحدد آثاره الجانبية بشكل دقيق، حيث تحذر منظمة الصحة العالمية (WHO) وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية من استخدام الحقن الوريدية دون تدخل طبي، لما قد تسببه من مضاعفات مثل مشاكل في الكلى، اضطراب في وظائف الكبد، أو تفاعلات مناعية.
ويُنتقد استخدام الجلوتاثيون أيضًا من منظور اجتماعي وثقافي، إذ يرى البعض أن الترويج للبشرة الأفتح يعزز مفاهيم عنصرية (Colorism) ، ويغدّي ضغوطات جمالية موجهة للمرأة بشكل خاص، في مجتمعات ما زالت تعاني من معايير جمالية غير متوازنة.
ويشير أخصائيون الجلدية إلى ضرورة توعية المستهلكات بشأن حقيقة هذا المكوّن.
وختاماً فان الجلوتاثيون، رغم فوائده في عالم التجميل، يظل مكوّنًا بحاجة إلى مزيد من الدراسات .
وبين الرغبة في التجميل والوعي بالمخاطر، يبرز دور الإعلام والمختصين في رسم صورة واقعية.