الصور الأولى لفيروز من جنازة زياد الرحباني.. وداع مهيب بالدموع والزغاريد

ودعت لبنان الموسيقار والكاتب المسرحي زياد الرحباني، أحد أساطيرها وأيقوناتها الفنية والثقافية العظيمة، بوداع كبير يليق بإرثه الفني ومسيرته الفريدة التي امتدت حتى رحيله عن عمر 69 عامًا، إذ تم تشييع صباح اليوم، جثمان الموسيقار والمسرحي الكبير زياد الرحباني في موكب مهيب امتزجت فيه الزغاريد بالتصفيق والحزن بالفخر.
احتشد الآلاف في الشوارع لتوديع أبرز رموز الفن اللبناني في شارع الحمرا، حاملين صوره ومرددين أغنياته وكلمات والدته السيدة فيروز، في مشهد عبّر عن محبة لا تُوصف لفنان شكّل وجدان أجيال كاملة.



وظهرت السيدة فيروز وابنتها ريما الرحباني في صمود وفخر في جنازة زياد الرحباني، وتظهر على ملامحهم علامات الحزن والفخر لرؤية جنازته المهيبة بهذا الشكل، إذ دخلت فيروز إلى صالة القداس للصلاة الأخيرة على ابنها زياد الرحباني.
حضرت زوجة الرئيس اللبناني وقيادات من الجيش ودبلوماسيين، فيما قام بأخذ العزاء الموسيقار أسامة الرحباني ابن عمه.
وحضر جنازة الأيقونة اللبنانية الراحل، عدد كبير من جمهوره وعشاقه والذين استقبلوا جثمانه من مستشفى بخعازي خوري، ونقله لمثواه الأخير وسط لافتات حملت عبارات وفاء ورسائل رمزية، من بينها لافتة كُتبت بخط بارز بجوار سيارة الجثمان جاء فيها: "هيدي بس تحية.. وكأن البلد لا يتّسع لاثنين معاً – رفاق المناضل جورج عبدالله"، في إشارة تحمل بصمة زياد السياسية ومواقفه الوطنية التي لم تنفصل يومًا عن صوت الناس.
ومن المقرر أن تتلقى عائلة الرحباني العزاء اليوم الاثنين وغدًا الثلاثاء، في ظل حالة من الحزن العميق تسود أوساط جمهوره في لبنان والعالم العربي، الذي فقد واحدًا من أبرز المبدعين الذين تركوا بصمتهم في الموسيقى والمسرح والوجدان الجمعي.
زياد الرحباني: صوت حر لا ينسى
كان زياد الرحباني قد رحل عن عالمنا يوم السبت 26 يوليو 2025، عن عمر 69 عاما، بعد مسيرة فنية حافلة، قدم فيها أعمالا موسيقية ومسرحية استثنائية جمعت بين الجرأة السياسية والنقد الاجتماعي، وقد شكل صوته الخاص استثناء في عائلة الرحابنة، إذ خرج من عباءة النمط الكلاسيكي الذي تميز به أفراد العائلة، ليصبح رمزا للثقافة النقدية والفن الذي يلامس هموم الناس.
بصمته لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور، وأعماله تعد إرثا فنيا خالدا تجاوز الزمان والمكان، ما يجعل رحيله خسارة فادحة للمشهد الثقافي العربي.