منع مها الصغير من الظهور تلفزيونيا لمدة ستة أشهر

بعد فترة صمت لمدة أسبوعين، كشف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، وبرئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، خلال اجتماعه الأخير، عن قرار المجلس بمنع الإعلامية مها الصغير من الظهور الإعلامي في كافة الوسائل الإعلامية لمدة ستة أشهر، لمخالفة المعايير والأكواد الصادرة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
كما قرر المجلس توجيه لفت نظر لفريق عمل برنامج معكم منى الشاذلي، لعدم تحري الدقة خلال عمليات إعداد البرنامج، مما أدى إلى مخالفة المعايير والأكواد الصادرة عن المجلس.
بالإضافة إلى ذلك، قرر المجلس إحالة ما أثير بشأن واقعة تعدي مها الصغير على حقوق الملكية الفكرية لأعمال فنية مملوكة لآخرين إلى النيابة العامة لاتخاذ شئونها حيالها عملًا بنصوص المواد 138/1 و139 و140/9 من قانون الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، والمادتين 69/5 و70/3 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018.
وكانت الإعلامية منى الشاذلي قد خرجت قبل أسبوعين عن صمتها لتوضيح الموقف الذي أُثير حول إحدى حلقات برنامجها "معكم"، بعد الجدل الذي تصاعد إثر ظهور الصغير وهي تنسب لنفسها عددًا من اللوحات التشكيلية، التي تبيّن لاحقًا أنها تعود لفنانين أجانب.
وقالت منى الشاذلي في مستهل حلقة 11 يوليو على قناة ON، إن الحلقة محل الجدل كانت قد عُرضت قبل أكثر من شهر، واستضافوا خلالها تسعة ضيوف من خلفيات إعلامية متنوعة، حيث تحدث كل منهم عن اهتماماته الشخصية، وفي إحدى الفقرات أشارت ضيفة إلى أن الرسم هواية لها، وقدّمت بعض اللوحات على أنها من إنجازها الخاص.
وأضافت: "عقب التأكد من أن إحدى هذه اللوحات تعود فعليًا للفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا لاك نيلسين، قمنا في اليوم نفسه بنشر بيان نوضح فيه ملكية العمل لصاحبته الأصلية، احترامًا للحقوق الأدبية والإبداعية، كما قمنا بإيضاح ملكية باقي الأعمال للفنانين الآخرين، ومنهم الفنانة الألمانية والفنان الفرنسي، بنفس الصيغة احترامًا لمهنيتنا وقناعتنا بأهمية إرجاع الحقوق لأصحابها".
وأشارت الشاذلي إلى أن إدارة البرنامج لم تكتفِ بالبيان العلني، بل أرسلت رسائل تفصيلية إلى الفنانين الثلاثة لشرح ملابسات ما حدث وتقديم الاعتذار المناسب، موضحة: "تأخر ردّنا على الفنانة ليزا كان ناتجًا عن تكدّس الرسائل الواردة للبرنامج، حيث نتلقى آلاف الرسائل يوميًا، ورسالتها ضاعت بين هذا الكم.. وقد شرحنا ذلك لها، وتقبّلت التوضيح، بل وعبّرت عن شكرها مرتين عبر حسابها على إنستجرام".
وأضافت: "أما الفنانة كارولين من ألمانيا بدورها تواصلت معنا وقالت: (أنتم قمتم بعملكم ولا ألومكم)، كما تأكدنا من أن رسائلنا قد وصلت إلى الفنان الفرنسي، ووجّهنا لهم دعوة مفتوحة للظهور في البرنامج إن رغبوا بذلك".
وأكدت منى الشاذلي أن البرنامج لم يسعَ للظهور بمظهر البطل ولا لتضخيم الحدث، قائلة: "ما نشرناه عبر منصاتنا كان فقط ما يلزم لتوضيح الحقيقة.. لم نعرض تفاصيل المراسلات أو ردود الأفعال الإيجابية لأنها تخص خلفية الموقف، ولسنا من هواة استثمار الأزمات لتحقيق مكاسب دعائية".
وتابعت: "عرضنا خلال الحلقة اليوم للوحات الفنانين الحقيقيين وحديثنا عن سيرهم الذاتية، نابع من كوننا نؤمن أن هذا هو الصواب المهني، وليس لأنهم طلبوا ذلك، بل لأن فنهم يستحق الظهور، ونحن نلتزم بردّ الأمور إلى نصابها الصحيح".
وحول مسؤولية البرنامج، أوضحت الشاذلي أن مهنة الإعلام تتعامل مع مصادر متنوعة، منها المسؤولون الرسميون، والمصادر غير المشهورة، والشخصيات العامة، ولكل فئة تعامل إعلامي مختلف، مشيرة إلى أن البرنامج اتبع الإجراءات المهنية المتعارف عليها عالميًا، مضيفة: "فمثلا الشخصية العامة حين تدلي بمعلومة شخصية مثل هواية أو ملكية لوحة، فإن الإعلام لا يُكلف بالتحقّق المسبق ما لم تكن هناك مغالطات واضحة أو مخالفات قانونية".
وواصلت منى الشاذلي حديثها: "الحقيقة كان سهل جدًا، وكان هيبقى في مكاسب كتيرة لو البرنامج كان قرر إنه يزيط في الزيطة ويشتم في الضيفة ويكيل لها.. هي أخطأت بلا شك بس هنستفيد إيه لما نقطّع في الست والعالم كله بيقطع فيها؟!.. هذا لا يمنع أني أعترف أننا كبرنامج كان عندنا غضب وضيق شديد من الضيفة اللي عملت ده، بس مجلس تحرير البرنامج رجع خطوتين لورا وقال هنستفيد إيه لما نقطّع في واحدة متقطعة في الدنيا كلها؟!".
واختتمت مقدمة البرنامج وقتها حديثها: "قلنا هنستفيد إيه لما نطعن في واحدة عمالة تنزف عشان خطأ ارتكبته؟.. خلينا نلتزم بالإجراء المهني الذي اتخذناه.. شعرنا إن هي أخذت ما يكفي وزيادة فخلاص مش هنزود طعن.. لا دي أخلاقنا الشخصية ولا أخلاق البرنامج ومهنيته، وهنفضل كده حتى لو لام علينا البعض.. وغضب البرنامج من الضيفة لم يجعلنا ننجرف أبداً في أي لحظة للقسوة المفرطة.. لأن هذا عكس طبيعتنا وعكس إنسانيتنا".