السنيكرز من صالات الرياضة إلى منصات الأزياء.. الحذاء الرياضي يتحوّل إلى رمز فخامة

كانت السنيكرز، في يومٍ من الأيام، مرادفة للراحة والوظيفة، تُرتدى في النوادي الرياضية أو أثناء السفر، لكن اليوم، أصبحت هذه الأحذية الرياضية عنوانًا جديدًا للفخامة العصرية، حيث لم تَعُد تُستخدم فقط للتنقل، بل أصبحت رمزًا للهوية والأناقة الشخصية، ومن قطعة أساسية في ثقافة الشارع، إلى عنصر رئيسي في عروض الأزياء الراقية، ترسم السنيكرز اليوم خريطة جديدة للفخامة الحديثة، وتعيد تعريف الحدود بين العملية والترف.

دور الأزياء الفاخرة تتبنّى السنيكرز: Miu Miu، Dior، Loewe وغيرهم في الصدارة

لم تكتفِ دور الأزياء العالمية باعتماد السنيكرز، بل جعلتها محورًا في حملاتها وتصاميمها، مثل:

• Miu Miu التي أعادت ابتكار حذاء New Balance 530 بجلد لامع وتصميم مستوحى من الباليه
• Loewe التي قدمت حذاء Terra Vulca، بلمسة من أسلوب التزلج ومواصفات كوتور راقية
• Louis Vuitton، مع حذاء Buttersoft من تصميم فاريل ويليامز، المصنوع من جلد العجل وبألوان مستوحاة من الماضي.

هذا التوجه لا يقتصر على الجماليات فحسب، بل يعكس تحولًا استراتيجيًا في صناعة الموضة.

محطات مفصلية: من تعاون Jil Sander x Puma إلى Dior x Air Jordan

بدأت الثورة الحقيقية للسنيكرز في عالم الأزياء الراقية في أواخر التسعينيات، مع تعاون Jil Sander x Puma عام 1998، الذي يُعد من أولى الشراكات بين الموضة والرياضة.

وقبل ذلك بعام، أطلقت Prada حذاء Americas Cup، الذي استعاد شعبيته بقوة في العقد الأخير.

أما الحدث الأبرز، فكان Dior x Air Jordan 1، التعاون الذي مزج بدقة غير مسبوقة بين ثقافة الشارع والأناقة الفرنسية، ما أدى إلى مبيعات قياسية وأثبت أن السنيكرز ليست مجرد موضة عابرة، بل فئة أساسية في صناعة الرفاهية.

جيل جديد من المستهلكين يعيد تشكيل السوق

بات واضحًا أن جيل Z والميلينيالز يفضلون الراحة، لكنهم لا يتنازلون عن الأسلوب أو الهوية، السنيكرز الفاخرة تجمع بين الجاذبية البصرية وسهولة الارتداء، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا للعلامات التجارية:

• تُرضي رغبة الشريحة الشابة في الأزياء “القابلة للعيش”
• تُقدم بأسعار “طموحة” مقارنةً بالحقائب أو الأزياء الراقية
• تمنح العلامات التجارية فرصة لدخول أسواق جديدة دون المساس بهويتها الفاخرة

منصات الأزياء تُمجّد الأسلوب السهل

تتجلى قوة السنيكرز اليوم في طريقة ارتدائها، نجوم مثل داكوتا جونسون ينسقونها مع الجينز الفضفاض والبليزر، بينما تدمج جينيفر لورنس بين الباليه العصري والطابع الحضري في اختياراتها من الأحذية.

أسلوب “الهاي-لو” أصبح نهجًا سائدًا: قطع مصممة تُنسّق ببساطة مع ملابس يومية، لخلق إطلالة تعبّر عن شخصية مرتديها، لا عن قواعد موضة تقليدية.

أناقة خافتة وهوية قوية: السنيكرز الجديدة تحكي قصة من يرتديها

تصاميم مثل Flow Runner 2.0 من Loewe تجذب عشاق “الفخامة الهادئة”، بينما يعيد حذاء Americas Cup من Prada التأكيد على جذور الشارع.

أما Miu Miu، فترفع مستوى التخصيص مع تفاصيل كالأربطة المصمّمة حسب الطلب والمونوغرام، لتصبح السنيكرز بيانًا شخصيًا يعكس الذوق والهوية.

وختاماً السنيكرز ليست موضة عابرة، بل هي مستقبل الفخامة

في زمن تعيد فيه الموضة تعريف أولوياتها، أصبحت السنيكرز رمزًا للجمال العملي، والترف القابل للعيش، والتعبير الفردي، إنها ليست فقط ما نرتديه على أقدامنا، بل أيضًا ما نقوله عن أنفسنا