بين الجمال والعلاج.. أي نوع من البوتوكس يناسبك؟ اكتشفي الفروق وأهم الاستخدامات

لم يعد البوتوكس حكرًا على الإجراءات التجميلية فحسب، بل بات خيارًا طبيًا فعّالًا لمعالجة العديد من الحالات الصحية المعقدة.
ففي الوقت الذي تعرفه الكثيرات كوسيلة لاستعادة نضارة الوجه وشباب البشرة، قد يغيب عن البعض أنه يُستخدم اليوم على نطاق واسع لأغراض علاجية تحسّن جودة الحياة، من حالات الصداع النصفي إلى مشاكل التبول اللا إرادي.
في هذا التقرير، نقدم لكِ دليلاً شاملاً يوضح الفرق بين البوتوكس التجميلي والعلاجي، متى يُستخدم كل منهما، وما الذي يساعدكِ على اتخاذ القرار الأنسب وفقًا لاحتياجاتكِ الشخصية.
ما هو البوتوكس؟
البوتوكس هو الاسم التجاري لمادة “توكسين البوتولينوم”، وهو بروتين نقي مشتق من نوع من البكتيريا يعمل على إرخاء العضلات مؤقتًا من خلال تعطيل الإشارات العصبية الواصلة إليها.
استخدامه بدأ طبيًا في ثمانينات القرن الماضي لعلاج حالات الحَوَل وتشنجات الجفن، قبل أن يشق طريقه إلى عالم التجميل ثم الطب العصبي والمسالك البولية.
أولاً: البوتوكس التجميلي
الهدف:تحسين مظهر البشرة من خلال التخفيف من التجاعيد التعبيرية التي تتكوّن نتيجة حركة عضلات الوجه المتكررة بمرور الوقت.
المناطق الأكثر شيوعًا للعلاج:
- الجبهة وخطوط العبوس: لتقليل التجاعيد بين الحاجبين التي تُعطي تعبيرًا غاضبًا دائمًا.
- الخطوط حول العينين: مثل “خطوط الضحك” التي تظهر عند الابتسام.
- الرقبة: لتخفيف الخطوط الأفقية والرأسية، المعروفة باسم “عنق الدمية”.
- رفع الحاجبين: يمنح العينين مظهرًا أكثر اتساعًا وحيوية.
النتائج:
- تظهر تدريجيًا بعد 3–5 أيام، وتصل إلى ذروتها خلال أسبوعين.
- تدوم من 3 إلى 6 أشهر، ويُفضل تكرار الجلسات للحفاظ على النتيجة.
- مع التكرار، قد تضعف العضلات المستهدفة، ما يجعل النتائج تدوم لفترات أطول ويقلّل الحاجة إلى جرعات عالية.
وللحصول على نتائج طبيعية ومتناسقة، يجب أن يتم العلاج تحت إشراف طبيب متخصص في تعابير الوجه، لضمان عدم المبالغة أو التصلب في الملامح.
ثانيًا: البوتوكس العلاجي
الهدف:علاج حالات صحية ناتجة عن فرط نشاط في الأعصاب أو تشنجات عضلية تؤثر على وظائف الجسم أو تسبب ألمًا مستمرًا.
أبرز استخداماته الطبية:
- الصداع النصفي المزمن: يُحقن في مناطق محددة حول الرأس والرقبة لتقليل النوبات.
- تشنجات الرقبة والكتف: لعلاج التقلصات العضلية المؤلمة.
- تشنجات الجفن: لتخفيف الحركة اللاإرادية للعين.
- فرط التعرق: خاصة في الإبطين أو اليدين.
- المثانة النشطة: لعلاج التبول اللا إرادي .
وتختلف سرعة ظهور النتائج حسب الحالة، وغالبًا ما تبدأ الفعالية خلال أسبوع، وتستمر من 3 إلى 9 أشهر، ويُحدد الطبيب المختص عدد الجلسات وتكرارها وفقًا لاستجابة الجسم للعلاج
كيف تختارين النوع الأنسب لكِ؟
- لأغراض جمالية: إذا كان هدفكِ هو إزالة التجاعيد الناتجة عن تعابير الوجه، فالبوتوكس التجميلي هو الخيار الأمثل.
- لأغراض طبية: إذا كنتِ تعانين من أعراض مثل الصداع النصفي، فرط التعرق، أو تقلصات عضلية مزمنة، فالخيار العلاجي هو الأنسب.
وفي بعض الحالات، يمكن الجمع بين البوتوكس التجميلي والعلاجي في جلسة واحدة، شرط أن يكون ذلك تحت إشراف طبي دقيق.
ماذا عن الآثار الجانبية؟
غالبًا ما تكون الآثار الجانبية مؤقتة وخفيفة، وتشمل:
- ألم خفيف أو تورم في موقع الحقن
- صداع بسيط أو شعور بثقل في الجبهة
- تدلي الجفن المؤقت (نادر الحدوث ويزول خلال أسابيع)
أما في الحالات العلاجية، فقد تختلف الآثار حسب المنطقة التي يتم حقنها والجرعة المستخدمة.




وختاما فسواء كنتِ تسعين لبشرة أكثر نضارة أو تبحثين عن راحة من ألم مزمن، فإن البوتوكس بات خيارًا متعدد الاستخدامات يدمج بين الجمال والصحة، المهم هو معرفة الفرق، والتشاور مع مختصين لتحديد ما يلائم احتياجاتكِ الخاصة بأمان وفعالية