في ذكرى رحيلها.. أسمهان لغز الرحيل المبكر لنجمة الطرب العربي

تحل في مثل هذا اليوم، 14 يوليو، ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة أسمهان، إحدى أبرز الأصوات في تاريخ الغناء العربي، التي رحلت في عام 1944 عن عمر ناهز 26 عامًا فقط، في حادث غامض لا يزال يثير الجدل حتى اليوم.

اسمها الحقيقي آمال الأطرش، وهي شقيقة الموسيقار الكبير فريد الأطرش، ولدت عام 1917 لعائلة درزية سورية عريقة، وانتقلت في طفولتها إلى القاهرة، حيث بدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة.
تمتعت أسمهان بصوت فريد من نوعه جمع بين القوة والنعومة، وقدّمت مجموعة من الأغاني التي أصبحت من علامات الطرب الأصيل، مثل "ليالي الأنس في فيينا"، و"إمتى هتعرف"، و"يا طيور".

في 14 يوليو 1944، تعرضت أسمهان لحادث سير مأساوي في طريقها إلى رأس البر، حيث انقلبت السيارة التي كانت تقلها وسائقها وسقطت في ترعة "السويس الصحراوي"، مما أدى إلى غرقها ومصرعها على الفور.
لكن الحادث لم يُغلق بسهولة، إذ أُثيرت العديد من الشكوك حول وجود شبهة جنائية في الوفاة، خاصة بسبب ارتباط أسمهان في تلك الفترة بعلاقات سياسية حساسة تتعلق بالحرب العالمية الثانية، حيث ورد أنها تعاونت مع جهات استخباراتية بريطانية وفرنسية، وربما ألمانية أيضًا.
وحتى اليوم، تبقى وفاة أسمهان لغزًا كبيرًا، يثير نظريات مؤامرة بين من يراه حادثًا عاديًا، ومن يعتقد أنها كانت ضحية لتصفية سياسية بسبب أسرار كانت تعرفها.
رحلت أسمهان بجسدها، لكن صوتها العذب لا يزال يصدح في وجدان عشاق الطرب، وتبقى سيرتها واحدة من أكثر القصص الغامضة والمثيرة في تاريخ الفن العربي.
وبرغم مرور أكثر من ثمانية عقود على رحيلها، لا تزال أسمهان حاضرة في الوجدان العربي بصوتها الساحر وسيرتها التي جمعت بين المجد الفني والغموض الشخصي.
وقد يكون موتها المفاجئ قد أنهى حياتها، لكنه لم يُنهِ الأسطورة التي بقيت محفورة في ذاكرة الفن، كرمز نادر لموهبة لم تكتمل، لكنها لم تُنسَ.