رجاء الجداوي… أيقونة الأناقة الخالدة في ذاكرة المصريين

في ذكرى رحيلها، لا تزال الفنانة رجاء الجداوي حاضرة في أذهان المصريين والعرب ليس فقط كفنانة صاحبة حضور راقٍ في السينما والتلفزيون، بل كـ”أيقونة أزياء” شكلت ذوق أجيال كاملة في الموضة والجمال، وكانت دائمًا سفيرة للأنوثة الراقية والأناقة الرفيعة.
وقد ولدت نجاة علي حسن الجداوي في 6 سبتمبر 1934 في الإسماعيلية، ونشأت في كنف خالتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، التي لعبت دورًا محوريًا في دعمها وتشكيل وعيها الفني والثقافي.
بدأت رجاء مسيرتها المهنية في خمسينيات القرن الماضي كعارضة أزياء، بعد تتويجها ملكة جمال القطر المصري عام 1958، وكانت من أوائل العارضات المحترفات في مصر، وجابت بتصاميم الأزياء الراقية مدرجات عروض الموضة في القاهرة وبيروت.
ولم تكن فقط وجهًا جميلاً على منصات العرض، بل كانت تحمل أناقتها بوعي وثقة وثقافة، مما جعل منها رمزًا للجمال العربي المتزن.
وقد عُرفت رجاء الجداوي بأناقتها الدائمة، التي لم تكن أبدًا مصطنعة، بل انعكاسًا لطبيعتها الراقية وثقافتها.
في كل ظهور لها، سواء على الشاشة أو في المناسبات العامة، كانت تختار أزيائها بعناية، تمزج بين الكلاسيكية والعصرية، وبين الأناقة الهادئة والبريق المدروس.
اعتمدت على أقمشة الدانتيل والحرير والتطريزات اليدوية، وبرز حبها للفساتين ذات القصّات الناعمة، وبدلات الكوتور، خصوصًا في أدوارها التمثيلية أو على السجادة الحمراء.
وما يميز أسلوبها أنها لم تكن تتبع الصيحات العشوائية، بل كانت تختار ما يناسب شخصيتها وعمرها، ما جعل منها مرجعًا في فن ارتداء الأزياء لكثير من النساء العربيات.
وجدير بالذكر أنه لم تكن أناقة رجاء الجداوي تكتمل دون إكسسواراتها الفريدة، التي كانت تختارها بذوق عالٍ.
عُرفت بحبها للقبعات الأنيقة، والأوشحة الحريرية، والمجوهرات الراقية ذات الطابع الكلاسيكي، كما كانت تفضل الحقائب الصغيرة المطرزة والنظارات الشمسية العريضة التي أكملت إطلالاتها بإتقان.
ومن أبرز الإطلالات التي لا تُنسى:
-فستانها الذهبي المطرز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2018.
-إطلالاتها في برنامج “جُملة مفيدة” التي أثبتت فيها كيف يمكن للسيدة أن تحافظ على أناقتها مع التقدم في العمر.








-حضورها المتألق في حفلات الزفاف الملكية والفنية، حيث كانت دائمًا محط أنظار المصورين.
وبعيدًا عن الموضة، قدمت رجاء الجداوي أكثر من 300 عمل فني بين سينما وتلفزيون ومسرح، وشاركت في أفلام بارزة مثل إشاعة حب وحنفي الأبهة، ومسلسلات مثل يوميات ونيس وعوالم خفية، لكنها كانت دومًا مثالًا في الاحترام والرقي في تعاملها مع زملائها والجمهور.
وفي 5 يوليو 2020، رحلت رجاء الجداوي بعد معركة مع فيروس كورونا، تاركة خلفها فراغًا كبيرًا في الوسطين الفني والإنساني، لكن صورتها كامرأة أنيقة، شامخة، مثقفة، لا تزال تضيء ذاكرة الجمهور.
وختاماً رحلت رجاء الجداوي، لكن بقيت مدرسة في الذوق والأناقة، ومثالًا يُحتذى به في كيف تكون الأناقة انعكاسًا للشخصية لا فقط للملابس، في كل مرة نُشاهد فيها صورة لها، نستعيد دروسًا في البساطة الراقية، والثقة بالنفس، والجمال النابع من الداخل