ديور تُحيي رموزها الخالدة في مجموعة الأزياء الجاهزة لخريف وشتاء 2025-2026

في عرض مبهر أقيم ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس، أعادت دار ديور تقديم قراءة معاصرة لذاكرتها البصرية وتاريخها العريق، ضمن مجموعة الأزياء الجاهزة لموسم خريف وشتاء 2025–2026.
المديرة الإبداعية للدار، ماريا غراتسيا كيوري، قدّمت مجموعة مستوحاة من رموز الدار الخالدة، في حوار حيّ بين الماضي والحاضر، بين التراث والتجديد، وبين الأناقة الكلاسيكية والحضور العملي المعاصر.
استوحت كيوري المجموعة من أجواء إنجلترا الإليزابيثية ومن روح رواية “أورلاندو” للكاتبة فيرجينيا وولف، فاستعادت عناصر تاريخية بارزة مثل الكابات، والياقات المنفوشة، والقصّات المعمارية الدقيقة، لتُعيد صياغتها بروح أنثوية قوية وأسلوب عصري قابل للارتداء، تجلّى ذلك من خلال مجموعة من القطع الفريدة:
-جاكيتات مستوحاة من الحقبة التودورية
-معاطف مخملية مصممة بخياطة دقيقة
-أقمشة تقنية متطورة
-الدنيم المعالج بلمسات حرفية
-تنانير كابري مع جوارب طويلة، تلمّح إلى الخيال المسرحي
-كشكش (ruff) مشغول من الجلد والكروشيه
وقد تحوّلت منصة العرض إلى مسرح بصري من خمسة فصول، بإشراف الفنان المسرحي الشهير روبرت ويلسون، حيث تمازجت فيه الإضاءة الرمزية، والديكورات المتحركة مع الموسيقى والمؤثرات، لتخلق تجربة أقرب إلى السينما الحية.
وقد توالت المشاهد بين أرجوحة معلّقة، وطائر بدائي، وصخور ضخمة، ووهم بصري لجبل جليدي هائل، مما منح العرض طابعًا سرياليًا يحاكي سيرة تطور الإنسان والهوية.
أبرزت المجموعة مهارة ديور الحرفية من خلال:
ياقة قابلة للفصل تمنح القطع بُعدًا معمارياً وقبعات بيريه مزينة باللؤلؤ والشبك من تصميم ستيفن جونز
وأحذية مقتبسة من الطابع الرجولي بتصميم رياضي – ريفي وحقائب ناعمة بتصاميم عملية وإكسسوارات ذات طابع درامي تُكمل السرد البصري.
وقد عكست المجموعة فلسفة كيوري الراسخة: الأناقة أداة للمقاومة والتعبير، وليست مجرّد زينة.
فقدمت امرأة ديور ككائن متحوّل، يتنقل بين الأنوثة الكلاسيكية والاستقلالية المعاصرة، مرتديًا تصاميم تجمع بين القوة والرقة، الصلابة والشفافية.
وتفاوتت آراء النقاد بشأن العرض؛ فقد أشادت مجلات مثل Vogue وRefinery29 بقدرة كيوري على المزج بين المرجعيات التاريخية والأسلوب الحديث، بينما اعتبر بعض نقاد The Fashion Spot العرض “مكررًا” و”خاليًا من الابتكار”، في حين أثار تصميم العرض المسرحي اهتمام النقاد بوصفه واحدًا من أبرز عناصر التجربة.
وختاماً فان مجموعة خريف وشتاء 2025–2026 من ديور ليست مجرد عرض أزياء، بل رسالة بصرية مشبعة بالرموز والطبقات الثقافية. بين التاريخ والحداثة، أعادت ديور تأكيد مكانتها كأحد أعمدة صناعة الموضة العالمية، فيما يترقّب العالم ما إذا كانت هذه المجموعة ستكون آخر بصمة لكيوري في دار ديور، وسط شائعات تحيط بخليفتها المحتمل جوناثان أندرسون.


