ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

شانيل Métiers art 2025: عندما تتلاقى الحرفية الفاخرة مع الأساطير الصينية في قلب الجزيرة العربية.

Métiers d’Art
Métiers d’Art

في احتفال فني راقٍ وصل إلى الجزيرة العربية، كشفت دار “شانيل” عن مجموعة Métiers d’Art لموسم 2024/2025، مستعيدةً الروح الصينية التي ألهمت مؤسسة الدار غابرييل شانيل، ومترجمةً هذا الإعجاب العميق بالجماليات الشرقية إلى قطع أزياء متقنة تشبه الأعمال الفنية.

من “باغودا باريس” – ذلك الفندق الخاص الذي أعيد ترميمه بأسلوب شرقي على يد أحد هواة جمع التحف الصينية – بدأت قصة المجموعة، حيث التقت مشاهد كورومانديل بنقوش سلالة مينغ، في فضاء يشبه الحلم ويعج بالطلاء الأحمر اللامع والنقوش الخشبية المحفورة بعناية. 

المجموعة، التي تم الكشف عنها للمرة الأولى في هانغتشو الصينية تحت سماء قمرية خلال ديسمبر 2024، شكلت عودة رمزية لشانيل إلى الشرق بعد غياب دام 15 عامًا. لم تكن عودة تقليدية، بل كانت رحلة حسية تربط بين التراث والإبداع المعاصر، بين الحرفية الكلاسيكية والابتكار الفني.

لطالما أغرمت كوكو شانيل بالفن الصيني، وبالأخص شاشات كورومانديل المزخرفة التي زينت شقتها في شارع كامبون بباريس. كانت تلك الشاشات أكثر من مجرد ديكور، بل ملاذًا بصريًا وسردًا شعريًا يجمع بين الخيال الشرقي والبذخ الأوروبي. وقالت ذات مرة: “أنا مثل الحلزون… أحمل منزلي معي”، مشيرةً إلى عشقها للعناصر الزخرفية التي كانت تتيح لها الهروب إلى عالم متخيل من المعابد والرافعات والجبال الأسطورية.

 

ولذلك فاليوم، تحيي شانيل هذه الروح في مجموعة Métiers d’Art، التي تمثل تتويجًا لمهارات 11 دارًا حرفية تحت مظلتها، ضمن مركز “19M” في باريس. أكثر من 600 حرفي تعاونوا على تنفيذ قطع تتطلب بعضها أكثر من 700 ساعة عمل يدوي، في مزيج مذهل من الدقة الفنية والإلهام الثقافي العميق.

وقد تميزت القطع بمواد استثنائية وتطريزات تستحضر عناصر الطبيعة والأساطير الصينية. تنوعت التصاميم بين حرير أزرق تراقصت عليه تموجات الماء، وتول شفاف مطرز بسحب، وفستان من الدنيم المستوحى من الضباب. أما عناصر النار والأرض، فقد تم تجسيدها في أقمشة حمراء قانية مزينة بخيوط ذهبية تحاكي لفائف الأباطرة. كما أعيدت زهور الكاميليا واللوتس – رموز شانيل والصين المقدسة – إلى الواجهة من خلال خرزات دقيقة من اليشم والعاج واللون النفاث.

سلطت المجموعة الضوء على مواهب نادرة، مثل توماس من دار Lesage، الذي ابتكر نسيجًا معقدًا جمع بين أربطة داكنة وخيوط فاخرة مستوحاة من شاشات كورومانديل، مستلهمًا الجبال المرسومة عليها. أما أغاث من Atelier Agathe، فقد استغرقت 35 ساعة في تنفيذ قطعة مطرزة تشبه اللغز البصري، حيث جمعت بين المخمل والترتر في تصوير لطائر وزخارف نباتية دقيقة.

وجدير بالذكر ان مشاهدة عرض Métiers d’Art وامتلاك قطعة منه ليست مجرد تجربة تسوق، بل طقس فني وروحي، يعكس صبر الخطاط ودقة الحرفي وتناغم الأيادي الخبيرة التي تعمل بصمت لإنتاج الجمال. إنها لحظة يتجسد فيها الفن في هيئة أزياء، وتتحول فيها الحرفية إلى قصيدة حية تنبض على أجساد العارضات.

بهذه المجموعة، تعيد شانيل التأكيد على أن الأناقة الحقيقية لا تكمن في الصخب، بل في التفاصيل الهادئة، وفي العمق الذي لا يُرى من النظرة الأولى – تمامًا كما في الجمال الآسيوي الذي ألهم غابرييل، وتواصل الدار الاحتفاء به اليوم.

تم نسخ الرابط