دبي وأبوظبي ضمن أفضل 10 مدن ذكية في العالم

في ظل التحول العالمي نحو المدن الذكية أصبحت الإمارات تعد نموذج يحتذى به في بناء مدن مستقبلية تعتمد على التكنولوجيا والابتكار لتحسين جودة الحياة وتوفير بيئات معيشية مستدامة وهو ما جعلها تحتل مراكز متقدمة عالمياً في مؤشر المدن الذكية لعام 2025.
أظهرت أحدث التقارير الصادرة عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) بالتعاون مع جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم (SUTD) أن دبي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً بينما تحتل أبوظبي المركز الخامس مما يجعلهما ضمن أفضل عشر مدن عالمياً من حيث الكفاءة الحضرية وجودة المعيشة.
قال الدكتور سعيد خلفان الظاهري الخبير الدولي في مجال المدن الذكية والذكاء الاصطناعي إن دولة الإمارات بدأت باستباق التوجه العالمي منذ سنوات من خلال اعتماد استراتيجيات حكومية شاملة لتحويل مفهوم "المدن الذكية" من فكرة إلى واقع ملموس وأضاف أن استثمارات الدولة الكبيرة في هذا المجال أسهمت في وضعها ضمن قادة العالم في تطوير المدن الحضرية الذكية .
وبحسب المؤشرات العالمية فإن سوق المدن الذكية في الإمارات حقق نمو متسارع واستحوذ على نحو 2% من السوق العالمية عام 2024 ومن المتوقع أن يصبح الأكبر إقليمياً من حيث الإيرادات بحلول عام 2030 .
تعد أبوظبي من أبرز الأمثلة على النجاح الحضري الذكي حيث حصلت على المركز الخامس عالمياً في مؤشر المدن الذكية بفضل تنوعها البيئي ووفرة المساحات الخضراء وانتشار خدمات الإنترنت اللاسلكي المجاني وجودة وسائل النقل العام وإدارة مرور فعالة تعتمد على البيانات.
ويظهر هذا التصنيف مدى التزام الإمارة بتوفير بيئة معيشية متكاملة توازن بين الاستدامة، والكفاءة، والتكنولوجيا الحديثة .
أما دبي فقد حافظت على صدارتها عربياً وآسيوياً لتحتل المرتبة الرابعة عالمياً في مؤشر المدن الذكية وهو إنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها المدينة في مجال التحول الرقمي وتطبيق حلول مبتكرة في مختلف القطاعات.
ومن خلال دائرة دبي الرقمية تقود دبي مبادرات دولية مثل مشروع "CitiVerse" الذي يهدف إلى استخدام العوالم الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار والشمول الرقمي على مستوى العالم وتشارك دبي في هذه المبادرة إلى جانب شركاء كبار مثل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) ومركز الأمم المتحدة الدولي للحوسبة (UNICC) .
وتسعى المبادرة إلى تمكين الشباب والشركات الناشئة عبر العالم من تصميم حلول رقمية مبتكرة لتحديات عصرية مثل التغير المناخي ونقص الخدمات العامة وزيادة الكثافة السكانية.
وتشترك كل من دبي وأبوظبي في مبادرة "متحدون من أجل مدن ذكية مستدامة" (U4SSC) التي تأسست بدعم من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) وهي مبادرة تركز على تطوير مدن قائمة على الإنسان وترتكز على الابتكار والتحول الرقمي.
وهذا النوع من الشراكات يؤكد أن الإمارات لا تكتفي بإحداث التحوّل محلياً بل تعمل أيضاً على تشكيل المشهد الحضري العالمي وقيادة النقاشات حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لبناء مدن أكثر ذكاءً واستدامة.
تشمل استراتيجية الإمارات للمدن الذكية تركيز على عدة قطاعات حيوية:
الطاقة المتجددة : مع التركيز على الطاقة الشمسية لتقليل البصمة الكربونية.
النقل الذكي : من خلال تطوير أنظمة النقل الذاتي بما في ذلك السيارات بدون سائق والطائرات دون طيار وتقنية الـ هايبرلوب بهدف تحويل 25% من الرحلات إلى رحلات ذاتية بحلول عام 2030 .
الرعاية الصحية : عبر تطبيق الطب عن بعد واعتماد السجلات الصحية الرقمية وتطوير حلول صحية ذكية.
البنية التحتية الذكية : باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) في إدارة المباني والمرافق.
الحوكمة الرقمية : عبر تعزيز الاتصال الرقمي وتفعيل المنصات الإلكترونية لتقديم الخدمات الحكومية.
التحول نحو اقتصاد ما بعد النفط
يعد تطوير المدن الذكية في الإمارات جزء أساسي من التحول الاقتصادي الوطني الذي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط والغاز فإن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والحضرية الذكية هو أحد المحاور الأساسية لتحقيق اقتصاد مستدام ومتنوع .
خلال فعاليات "قمة AIM للاستثمار 2025" شكلت الإمارات نقطة انطلاق جديدة لمناقشة مستقبل المدن الذكية ودور التكنولوجيا في تغيير مفاهيم المدن التقليدية وشدد الخبراء على أن النجاح الإماراتي في هذا المجال ليس بل نتيجة لرؤية استشرافية تجمع بين التخطيط الاستراتيجي والاستثمار الجريء في المستقبل .