وزير الطاقة الإماراتي يحذر من فجوة الطاقة أمام الذكاء الاصطناعي خلال مشاركته في منتدى واشنطن العالمي

بينما يشاد بالذكاء الاصطناعي باعتباره محرك الثورة التالية في التاريخ البشري هناك جانب أقل ظهوراً لكنه لا يقل أهمية الطاقة التي يحتاجها هذا الذكاء ليستمر في التعلم والتطور والعمل في كلمته خلال "منتدى الطاقة العالمي" في واشنطن حذر معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر من أن شبكات الطاقة العالمية غير مجهزة لهذا المستقبل وأنه بدون استثمار سريع وشامل في البنية التحتية للطاقة فإن اقتصادات العالم لن تكون قادرة على دعم هذا النمو التكنولوجي المتزايد وفيما يلي نظرة شاملة على ما قاله الوزير
في عالم أصبح الذكاء الاصطناعي محركه الأساسي ظهر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان أحمد الجابر ليذكر الجميع بشيء بسيط لكنه خطير "لا يمكننا أن نبني مستقبل ذكي على شبكة طاقة قديمة" .
جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي في واشنطن حيث ألقى الضوء على حقيقة لا تناقش كثيراً كل خطوة للأمام في الذكاء الاصطناعي تعني استهلاك أكبر للطاقة وببساطة إذا لم نستعد لذلك فإن المستقبل لن يكون ذكي فحسب بل سيكون مقطوع التيار أيضاً.
شرح الجابر كيف أن كل مركز بيانات جديد يبنى اليوم لخدمة الذكاء الاصطناعي قد يستهلك نفس كمية الكهرباء التي تستهلكها مدينة مثل بيتسبرغ وهذا ليس مجرد رقم بل هو تحدي عملاق يواجه العالم الآن وليس بعد 10 سنوات.
وأكد أن الولايات المتحدة وحدها تحتاج إلى ما بين 50 إلى 150 غيغاواط إضافية بحلول عام 2030 وهو ما يعني بناء شبكات جديدة وتحديث أخرى قديمة واستثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية للطاقة.
الذكاء الاصطناعي ليس فقط "برمجيات" أو "خوارزميات" بل هو استهلاك هائل للطاقة وكلما تطورت أدواته زادت الحاجة إلى كهرباء مستقرة وموثوقة ونظيفة .
وقال الجابر إن هذا الواقع يدفعنا إلى إعادة النظر في مصادر الطاقة ويضع أمامنا خيارين اثنين:
إهمال هذه الحقيقة والانتظار حتى تبدأ الشبكات بالانهيار.
أو التحرك السريع لبناء منظومة طاقة أكثر ذكاءً وكفاءة.
وشدد على ضرورة دمج الغاز الطبيعي، والطاقة النووية، والمتجددة في خطة شاملة، مؤكد أن التقنيات الجديدة مثل المفاعلات النووية الصغيرة والطاقة الاندماجية ستكون لها كلمة كبيرة في المستقبل.
لم يكن الحديث فقط عن الطاقة بل عن كيفية إيصالها ولفت الوزير إلى أن هناك فجوة هائلة في الكوادر المؤهلة وأننا بحاجة إلى تدريب مليون فني كهربائي على الأقل لتوفير القوى العاملة القادرة على تشغيل وصيانة الشبكات الجديدة.
وهنا دعا إلى تسريع الإجراءات الحكومية وإعادة النظر في سياسات الاستثمار لأن الفرق كبير بين الزمن الذي يعمل به قطاع التكنولوجيا (ربع سنوي) والزمن الذي تتحرك فيه مشاريع الطاقة (عقود).
أكد الجابر أن حل هذه المعادلة لا يمكن أن يتم من قبل جهة واحدة فالتحديات كبيرة جداً والفرص أكبر ومن هنا جاءت دعوته إلى التعاون الدولي وخاصة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات حيث تعمل الشركات الإماراتية في 18 ولاية أمريكية وتشغل 50 منشأة في مجالات الطاقة النظيفة، والغاز، والكيماويات، والبنية التحتية.
وأعلن عن افتتاح مكتب مشترك لكل من XRG و"مصدر" في واشنطن بهدف تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مشروعات الطاقة والتحول الرقمي.
في الختام قال الوزير كلمات اختصرت كل شيء:
"الذكاء الاصطناعي والطاقة توءمان يسيران معاً نحو مستقبل واحد".
وأكد أن تحقيق هذا المستقبل يتطلب خريطة طريق واضحة تشمل تحديث السياسات، وإطلاق الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية، واعتماد تقنيات جديدة.
ودعا إلى الابتعاد عن الحلول الجزئية والتركيز على مشاريع كبرى ذات تأثير استراتيجي تضمن لنا جميعاً أن نكون جاهزين لهذا المستقبل دون أن ندفع ثمن باهظ من الاستقرار أو البيئة أو الاقتصاد.