ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

في ذكرى ميلاد جورج سيدهم: رمز البهجة وأحد أعمدة الكوميديا المصرية

جورج سيدهم وسمير
جورج سيدهم وسمير غانم

في مثل هذا اليوم، وُلد أحد أنقى الوجوه التي عرفتها الشاشة المصرية، فنانٌ امتلك قدرة نادرة على انتزاع الضحكة من القلب دون افتعال، وترك بصمة لا تمحى في تاريخ الفن المصري. 

جورج سيدهم، الذي وُلد في 28 مايو 1938، لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل حالة فنية متكاملة، جسّد من خلالها البهجة، وأعاد تشكيل خريطة الكوميديا الذكية، التي تجمع بين الضحك والتأمل.

بدأت رحلة جورج سيدهم من مسرح الجامعة، لكنه سرعان ما أصبح نجمًا لامعًا في سماء الفن، خاصة بعد انضمامه إلى فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" مع الضيف أحمد وسمير غانم، التي كانت واحدة من أبرز الظواهر الكوميدية في الستينات والسبعينات. 

تميز أداؤه بخفة الدم، والاحترافية، والقدرة على التجديد، مما جعله محبوبًا لدى الجمهور من مختلف الأجيال.

قدم جورج سيدهم أعمالاً خالدة في المسرح والتلفزيون والسينما، منها مسرحيات مثل المتزوجون وجوليو ورومييت، وأفلام مثل البحث عن فضيحة وأضواء المدينة، فضلًا عن اسكتشات وبرامج تلفزيونية كان فيها الابتكار هو العنوان الرئيسي.

 لم يكن مجرد ممثل يؤدي دورًا، بل كان يخلق عالمًا متكاملًا من الكوميديا، يُضحك فيه الجمهور بعين، ويُذكّرهم بالواقع بعين أخرى.

رغم التحديات الصحية التي واجهها لاحقًا في حياته، وخاصة بعد إصابته بجلطة دماغية أثّرت على قدرته على الكلام والحركة، ظل جورج سيدهم في قلوب محبيه. 

لم تغب روحه المبهجة عن ذاكرة المصريين، وظل حضوره فاعلًا في وجدان كل من تربى على فنه.

في ذكرى ميلاده، يتذكّر الجمهور العربي جورج سيدهم ليس فقط كفنان أضحك الملايين، بل كرمز للنُبل والتفاني والإخلاص في العمل، تظل ذكراه نبراسًا لكل فنان يسعى إلى الجمع بين الفن الحقيقي والمتعة الراقية.

رحل جسده في مارس 2020، لكن فنه باقٍ، يبعث الفرح كلما عُرضت مسرحية أو لقطة من أعماله، في زمن كثرت فيه الضوضاء وقلّت البهجة، يبقى جورج سيدهم أحد رموز الكوميديا النقيّة، و"صاحب الضحكة الصافية" الذي لا يُنسى.

تم نسخ الرابط