في ذكرى رحيل محمود مرسي.. صوت العقل وملامح الهيبة في دراما الزمن الجميل

في مثل هذا اليوم، تمر ذكرى رحيل أحد أعمدة الفن المصري والعربي، الفنان الكبير محمود مرسي، الذي غاب بجسده عن الساحة الفنية، لكنه لا يزال حاضرًا بقوة في ذاكرة عشاق الدراما والسينما، بصوته المميز وهيبته التي طبعت كل أدواره.

اشتهر محمود مرسي بلقب "صوت العقل"، حيث أضفى على أدواره مسحة من الوقار والفكر، وجسّد ببراعة شخصيات تحمل عمقًا نفسيًا وفلسفيًا، من أبرزها شخصية "عتريس" في فيلم شيء من الخوف، التي تحولت إلى أيقونة سينمائية تجمع بين القسوة والإنسانية، و"الأب رمزي" في العائلة، التي عكست صورة المثقف الصامت في زمن الضجيج.

ورغم اعتزاله الأضواء الإعلامية وابتعاده عن الحوارات الصحفية، فإن حضوره الفني ظل مؤثرًا، إذ اختار بعناية أعماله، ورفض تقديم أدوار لا تضيف إلى تاريخه الفني، ما جعله رمزًا للالتزام والانتقاء.
وقد نعاه الكثير من الفنانين والنقاد عند رحيله، ومن أبرز ما قيل عنه، ما صرّحت به الفنانة سميحة أيوب: "كان محمود مرسي نقيًا كفنّه، لا يعرف المجاملة، ويعامل التمثيل كرسالة، لم يكن يسعى وراء الشهرة، بل وراء الصدق في الأداء، ولذلك ظلّ خالدًا في قلوبنا".

محمود مرسي لم يكن مجرد ممثل، بل كان مدرسة في الأداء، وأحد أركان ما يُعرف بـ"دراما الزمن الجميل"، حيث اجتمع الإبداع مع القيمة، فترك إرثًا فنيًا خالدًا يتناقل عبر الأجيال.
في ذكرى رحيله، يتجدد الحديث عن قيمة الفنان الذي صنع من الوقار والهيبة لغة خاصة، لا تُنسى.