في ذكرى رحيل نعيمة عاكف.. فراشة الفن التي رقصت للحياة وغابت في صمت

تحلّ اليوم ذكرى رحيل الفنانة الاستعراضية والممثلة المتألقة نعيمة عاكف، التي غادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1966، بعدما تركت أثرًا لا يُمحى في تاريخ الفن المصري.

ولدت نعيمة عاكف في مدينة طنطا عام 1929، وسط أسرة فنية تهتم بالسيرك والفنون الاستعراضية. بدأت مشوارها على خشبة السيرك قبل أن تخطفها السينما، وتصبح واحدة من أيقونات الفن الاستعراضي في الخمسينيات.
من أبرز أفلامها لهاليبو، تمر حنة، وبابا عريس، والتي جمعت فيها ببراعة بين التمثيل، والغناء، والرقص الشرقي والاستعراضي.

بدأت مأساة نعيمة عاكف الصحية عام 1963 أثناء تصويرها فيلم "بياعة الجرايد"، حيث شعرت بآلام شديدة في البطن، لتكتشف بعد الفحوصات إصابتها بسرطان الأمعاء. ورغم معاناتها، حاولت مواصلة مسيرتها الفنية، إلا أن حالتها الصحية أجبرتها على الاعتزال في عام 1964، لتتفرغ لرعاية نجلها الوحيد.

في حديث سابق، قال الفنان الراحل فريد شوقي عنها: “نعيمة عاكف كانت فنانة بالفطرة، مش بس موهوبة، دي كانت كتلة من الحيوية والفرح، وتقدر تشيل فيلم كامل لوحدها".
أما الفنانة رجاء حسين فتحدثت عنها في أحد اللقاءات قائلة: "كانت إنسانة جميلة بمعنى الكلمة، بسيطة، طيبة، ومفيش في قلبها غل.. كانت بتحب كل الناس، وكل الناس كانت بتحبها".

بينما قالت الفنانة نبيلة عبيد في أحد برامج التكريم: "كنت بتفرج على نعيمة عاكف وأنا صغيرة، وكانت حلم لأي بنت تحب الفن. مفيش زيها، كانت فن لوحده".
رغم رحيلها المبكر عن عمر 37 عامًا، ما زالت سيرتها تلهم الأجيال، ويظل اسمها محفورًا في ذاكرة الفن العربي كرمز للجمال والبساطة والموهبة الفريدة.