علي العربي:"الحياة بعد سهام" يرصد حياة المصريين في ٦٠ عاما
"الحياة بعد سهام" فيلم مصري يروي رحلة ألم وأمل في مهرجان كان السينمائي
يشارك الفيلم الوثائقي "الحياة بعد سهام" للمخرج المصري نمير عبد المسيح في المسابقة الرسمية لقسم Acid بمهرجان كان السينمائي هذا القسم الذي يخصص للأعمال السينمائية المستقلة، يعتبر من أبرز الأقسام الموازية في مهرجان كان، ويعرف باختياراته الفنية الدقيقة والتي تعبر عن تجارب سينمائية مبتكرة ومختلفة.
يحمل الفيلم توقيع المخرج نمير عبد المسيح، و يعكس تجربة شخصية مؤلمة وعميقة في حياة المخرج من خلال أسلوب سردي يحمل طابعا وثائقيا مؤثرا، يروي نمير عبد المسيح في "الحياة بعد سهام" قصة رحلته الطويلة في مواجهة الحزن بعد فقدان والدته، محاولا أن يجد سبلا للتعامل مع هذا الفقد الكبير على مدار أكثر من عشر سنوات، حيث وثق نمير تطوره كفنان، وصراعه الداخلي في تقبل الألم، ومحاولاته المستمرة لتحويل هذا الحزن إلى عمل سينمائي يكون بمثابة تكريم لذكرى والدته وعائلته.
الفيلم يقدم للمشاهدين رؤية عميقة عن كيفية تأثير الفقد على الفنان، وكيف يمكن للفن أن يكون أداة للتعافي والتحول من الألم إلى خلق شيء خالد
كما يغوص "الحياة بعد سهام" في ماضي نمير عبد المسيح، مستعرضا الفترة التي عاش فيها بين الفرقة والمنفى، مما يزيد من قوة وصدق التجربة التي يرويها الفيلم.
من جهة أخرى، قال المخرج علي العربي، المنتج المشارك في الفيلم ومدير شركة Ambient Light، عن تجربته مع هذا العمل: "هذا الفيلم ليس مجرد وثائقي عن شخص ما، بل هو رحلة داخل أعماق الإنسان ذاته ويحمل بين طياته أكثر من ستين عامًا من تجربة عائلية خاصة، وتجسد رحلة مخرج وإنسان يسعى لفهم الفقد ومعنى الحياة، أعتقد أن هذا الفيلم سيكون بمثابة كبسولة زمنية تعبر الأجيال".
يعتبر نمير عبد المسيح المخرج والكاتب المصري الذي ولد في عام 1974، من أبرز المخرجين الذين تنقلوا بين القاهرة وباريس، حيث درس في المدرسة الفرنسية العليا للمهن التمثيلية وقد كانت له عدة أعمال سينمائية هامة، أبرزها فيلم "العذراء والأقباط وأنا"، الذي لاقى صدى واسعا بين النقاد والجماهير.
يشار إلى أن مهرجان كان السينمائي الذي يقام سنويا في مدينة كان الفرنسية يعد من أهم المهرجانات السينمائية في العالم، ويستقطب أعمالا سينمائية من جميع أنحاء العالم، وتعد مشاركة "الحياة بعد سهام" نجاحا جديدا للسينما المصرية في المحافل العالمية، وخطوة مهمة على طريق فتح أبواب جديدة للسينما المستقلة في مصر.