أبل تنقل ملايين الهواتف من الهند لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الصين

في خطوة استراتيجية لمواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية كشفت مصادر مقربة أن شركة أبل قامت بنقل حوالي 600 طن من هواتف "آيفون" من الهند إلى الولايات المتحدة هذا الإجراء يأتي في ظل تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
تمثل هذه الخطوة دليل واضح على توجه "أبل" لتنويع مصادر إنتاجها وتخفيف الاعتماد على الصين التي تعد المركز الرئيسي لتصنيع هواتف "آيفون" مع زيادة الرسوم الجمركية بشكل كبير أصبحت الواردات الصينية أكثر تكلفة مما دفع الشركة العملاقة إلى تعزيز إنتاجها في الهند والاستفادة من التعرفة الجمركية الأقل بنسبة 26% على الواردات الهندية والتي تم تعليقها مؤقتاً لمدة 90 يوم باستثناء الصين.
وفقًا لتقديرات رويترز فإن الكمية المنقولة تعادل نحو 1.5 مليون هاتف آيفون استنادًا إلى وزن كل جهاز مع كابل الشحن تم نقل هذه الهواتف عبر ست رحلات شحن جوي حيث تستطيع كل طائرة حمل ما يصل إلى 100 طن بدأت هذه العملية منذ شهر مارس مع تنفيذ آخر رحلة هذا الأسبوع بالتزامن مع دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.
كشفت المصادر أن "أبل" عملت بشكل وثيق مع السلطات الهندية لتسريع الإجراءات الجمركية في مطار تشيناي بولاية تاميل نادو تم تقليص الوقت اللازم لإنهاء الإجراءات من 30 ساعة إلى 6 ساعات فقط من خلال تبني نظام يعرف بـ "الممر الأخضر" الذي يحاكي النموذج المستخدم في بعض مطارات الصين هذا النظام يهدف إلى تسهيل التصدير السريع للمنتجات مما يعزز كفاءة سلسلة التوريد الخاصة بالشركة
حذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار اعتماد "أبل" الكبير على الواردات الصينية قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار هواتف "آيفون" داخل السوق الأميركي على سبيل المثال عندما كانت نسبة الرسوم الجمركية 54% كان من المتوقع أن يرتفع سعر أغلى نموذج من "آيفون 16 برو ماكس" من 1599 دولار إلى 2300 دولار ومع وصول الرسوم الآن إلى 125% فإن التأثير الاقتصادي سيكون أشد على المستهلكين.
على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج في الهند لا تزال الصين تلعب دور رئيسي في تصنيع "آيفون" وفقًا لبيانات شركة كاونتربوينت ريسيرش تشكل الواردات الهندية حوالي 20% من إجمالي واردات "آيفون" إلى الولايات المتحدة بينما تأتي النسبة الباقية من الصين ومع ذلك يبدو أن "أبل" تعمل على تقليل هذه النسبة تدريجياً من خلال توسيع عملياتها في الهند التي أصبحت مركز صناعي مهم بفضل التكاليف التشغيلية المنخفضة والحوافز الحكومية.
مع استمرار ترامب في رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية تواجه "أبل" ضغوط متزايدة لإعادة تقييم استراتيجياتها اللوجستية والإنتاجية وعلى الرغم من أن نقل الإنتاج إلى الهند يوفر حل مؤقت إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في تحقيق التوازن بين الجودة والتكلفة خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج في الأسواق الناشئة.