نوستالجيا.. ليلة العيد
"يا ليلة العيد".. بهجة العيد والسبب في منح كوكب الشرق أم كلثوم وسام الكمال

يا ليلة العيد آنستينا.. وجددتي الأمل فينا.. هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا.. وقلنا السعد حيجينا على قدومك يا ليلة العيد.. لا تكتمل فرحة العيد بدون سماع تلك الأغنية المبهجة لكوكب الشرق أم كلثوم، والتي تتغنى فيها بوصف بهجة وفرحة العيد، وتعتبر الأغنية الرسمية للعيد.
ولأغنية "ليلة العيد" قصة غريبة بطلها بائع متجول وانتهت بمنح السيدة أم كلثوم وسام الكمال من الملك فاروق، وفي السطور التالية نقدم إليكم كواليس صناعة تلك الأغنية الخالدة.
البداية كانت مع بائع متجول
في عام 1937 م كانت السيدة أم كلثوم في طريقها لمبنى الإذاعة في وسط البلد لتسجيل أغنية من أغانيها، وأثناء تجوالها سمعت بائع متجول يردد كلمات "يا ليلة آنستينا"، "ياليلة العيد آنستينا" فأعجبت بذلك التعبير كثيرًا وظل عالقًا في ذهنها حتى وصلت الإذاعة.
وعندما وصلت وجدت أمامها الشاعر بيرم التونسي، فطلبت منه أن يكتب أغنية يكون مطلعها "ياليلة العيد آنستينا"، وبالفعل بدأ في كتابة الكلمات، إلا أنه تعرض لوعكة صحية شديدة، فلم يستطيع إكمال كتابة الكلمات.
ولشدة حماس السيدة أم كلثوم لم تستطع الانتظار حتى يتعافى بيرم التونسي، ويستكمل كتابها، فأسرعت إلى الشاعر أحمد رامي وطلبت منه أن يكمل كتابتها لتخرج كلمات أغنية تحمل بين طياتها العديد والعديد من المشاعر المبهجة.
وبعدما اكتملت الكلمات ذهب للشيخ زكريا أحمد ليقوم بتلحينها، ليتم إذاعتها في الإذاعة ليلة عيد الأضحى المبارك في 1973.
إعادة تلحين مع رياض السنباطي
وفي عام 1939 طلبت الست من الملحن رياض السنباطي إعادة تلحين الأغنية لتقوم بغنائها مرة أخرى في عيد الفطر المبارك، وذلك اللحن هو الذي نسمعه إلى يومنا هذا.
منح الست وسام الكمال
وفي عام 1944 كانت الست تحيي حفل ليلة العيد في ملعب مختار التتش في النادي الأهلي، وأثناء ذلك تفاجئت بوجود الملك فاروق الذي أتى بشكل مفاجئ ليسمعها وذلك بدون التحضير لأي مراسم أو تجهيزات رسمية تناسب حضوره.
وبذكاء الست استطاعت أن ترحب بالملك على طريقتها الخاصة وذلك عن طريق تغيير مقطع بشكل ارتجالي على المسرح ليكون "يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد"، و"وقولنا السعد هيجينا على قدومك في ليلة العيد".
وسعد الملك فاروق بكلمات تلك الأغنية فقرر منحها وسام الكمال من الدرجة الثالثة، وكان ذلك الوسام مخصصًا للأميرات من البيت الملكي.
وأمر رئيس الديوان أحمد باشا حسنين بإصدار مرسوم بمنحه للسيدة أم كلثوم مما دفعها لتسجيل كلمة في الإذاعة لتشكره من خلالها، فقالت: لا أجد من الكلمات ما أعبر به عن شعوري"، ومن يومها أصبحت أم كلثوم كوكب الشرق وصاحبة العصمة.