رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق
ترند ريل
الاشراف العام
دينا سامي

"ست الحبايب".. تمت كتابتها في نصف ساعة وتلحينها عبر أسلاك الهاتف

"ست الحبايب".. تمت كتابتها في نصف ساعة وتلحينها عبر أسلاك الهاتف

ست الحبايب
ست الحبايب

تعيشي لي يا حبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي.. ده أنا روحي من روحك أنتي وعايشة من سر دعاكي.. لا يمكن أن يمر عيد الأم دون الاستماع إلى تلك الكلمات الخالدة التي قدمتها الفنانة فايزة أحمد في أغنية "ست الحبايب".

وترتبط أغنية ست الحبايب ارتباطًا وثقيًا بعيد الام لكلماتها المؤثرة التي تعبر عن حنان الأم وتضحياتها وعنايتها بأبنائها، ولهذه الأغنية كواليس رائعة بدأت مع السيدة زينات الجداوي، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ونقدم إليكم في السطور التالية كواليس تلك الأغنية.

انطلقت فكرة الاحتفال بعيد الأم من أمريكا عندما قامت إحدى النسويات بالمطالبة بتحديد يوم للاحتفال بعيد الأم، وتقرر هذا اليوم بقرار جمهوري، وكان تحديدًا في 2 مايو 1914.

وفي مصر تم طرح الفكرة من خلال مقال كتبه الكاتب الصحفي المصري علي أمين في جريدة الأخبار، يطالب فيه بتخصيص يوم للاحتفال بعيد الأم.

وبالفعل تم عرض الفكرة على وزير الثقافة آنذاك ووافق على الفكرة فورًا، وأصدر قرار وزاري بأن يتم تخصيص يوم 21 من شهر مارس للاحتفال بعيد الأم، والذي يتزامن مع بداية فصل الربيع حيث تزهر فيه الأشجار والورود، وتقرر إقامة أول عيد أم في 1956.

متى جاءت فكرة تخصيص أغنية للأم؟

بعد عامين من انطلاق أول عيد أم وتحديدًا في عام 1958 بادرت السيدة زينات الجداوي، لمقر لجنة العيد، وأجرت اتصال هاتفي مع الإذاعة العربية وطلبت منهم عمل أغنية للاحتفال بعيد الأم.

وبالفعل تحدثت إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب وتحمس كثيرًا لتلك الفكرة، خاصة أن علاقته بوالدته كانت فريدة، إذ لم تغادر صورتها حجرته نهائيًا، وبالفعل بحث عن شاعر يكتب كلمات تعبر عن معزة الأم وتقدير مكانتها.

وتطوعت عدد من الفنانات حينها لغناء تلك الأغنية ولكنه اختار الفنانة فايزة أحمد لغناء الأغنية، والشاعر حسين السيد لكتابة كلماتها.

الشاعر حسين السيد وكتابة ست الحبايب

وتحدث الشاعر حسين السيد عن كواليس كتابته لأغنية ست الحبايب، وقال:" من كتر ما كنت هايب من كتابة الأغنية التي تجسد حنان الأم وتضحياتها مكنتش عارف هكتب أقول إيه"، حتى تلقى مكالمة هاتفية من والدته بدأتها بكلمة "ست الحبايب"، حتى وجد نفسه يسترسل في كتابة الكلمات فتحدث عنها قائلا:"الكلمة دي كانت بمثابة الشرارة اللي متفهمش دخلت في نفوخي طلعت من صدري على قلبي".

"أنام وتسهري وتيجي تشأري".. لم يستطع قلم الشاعر حسين السيد التوقف عن كتابة الكلمات، حتى أنه نادى زوجته وأصبح يقول لها اكتبي ويملي عليها ما يود كتابته، حتى خرجت كلمات متكاملة خلال نصف ساعة لتعبر عن التضحيات التي تقدمها الأم لأبنائها.

فتجد في كل الكلمات مراحل مختلفة من الحب والحنان، وتتصاعد مع كلمات الأغنية فتجد في بدايتها يقول:"زمان سهرتي وتعبتي وشيلتي من عمري ليالي.. ولسه برضو دلوقتي بتحملي الهم بدالي".

حتى أنه استطاع تجسيد مشاعر الأم تجاه أحاسيس أبنائها فكتب:"بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة.. وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا".

وختم أغنيته بعدم قدرته على شكر الأم أو حتى موافاتها لحقها فكتب:"لو عيشت طول عمري أوفي جمايلك الغالية عليا.. أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية".

كلمات معبرة وإحساس صادق

واتصل السيد بعبد الوهاب يومها، وأملى عليه كلمات الأغنية، فوجد الأخير نفسه يدندن تلك الكلمات.

وفي اليوم التالي اتصل بالفنانة فايزة أحمد لتأتي إليه لغناء تلك الكلمات والألحان، وأيضًا طلب من حسين السيد الحضور، وبالفعل التقى الثلاثي وبعد ساعات طويلة من الغناء والتلحين والكتابة والتعديل تم الانتهاء من أيقونة خالدة من أيقونات الفن وتم تقديم أغنية “ست الحبايب”.

تسجيل الأغنية

وبعد تسجيل الأغنية وتقديمها في يوم عيد الأم،  انهالت الاتصالات على الإذاعة العربية لإعادة إذاعة الأغنية مرة أخرى، حتى أن الإذاعة اضطرت لإلغاء فقرات الإذاعة في ذلك اليوم، وتم إذاعتها عدة مرات.

 

 

تقديم ست الحبايب للتلفزيون 

قرر المخرج محمود الصفي مع التلفزيون المصري "التلفزيون العربي حينها" تصوير الأغنية وتقديمها للتلفزيون بصورة سينمائية جميلة للاحتفاء بعيد الأم، فاستعان بالفنانة عزيزة حلمي، والفنان محمد عوض، والفنانة زهرة العلا، وتم التصوير في يوم عيد الأم مع فلاش باك لصورة الأم وهي تعتني بهم في مرحلة الطفولة.

تم نسخ الرابط