ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

مرسيدس تعتمد تقنية ليدار صينية في سياراتها الذكية: خطوة جريئة نحو المستقبل

ترند ريل

في خطوة نوعية تعكس التحولات المتسارعة في قطاع السيارات العالمي أعلنت شركة مرسيدس بنز عن نيتها تزويد سياراتها المستقبلية الموجهة للأسواق العالمية بتقنية استشعار ليدار متقدمة من إنتاج شركة "هيساي" الصينية هذه الخطوة تعد الأولى من نوعها التي يلجأ فيها صانع سيارات عالمي إلى استخدام تقنيات ليدار صينية في طرازات يتم تسويقها خارج حدود الصين.

 

الاعتماد على هيساي أكبر مصنع لليدار في الصين يعكس الرغبة المتزايدة لدى شركات السيارات العالمية في الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية الصينية التي تجمع بين الأداء العالي والتكلفة المنخفضة ووفقا للتقارير  فإن مرسيدس اختارت هيساي بعد دراسة طويلة امتدت لأشهر حيث كانت الشركة الألمانية تزن بعناية المخاطر القانونية والجيوسياسية المرتبطة باستخدام مكونات صينية في سوق دولي يتسم بالتوترات التجارية.

تقنية الليدار التي تعتمد على أشعة الليزر لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد لمحيط السيارة تلعب دورً محوري في تطوير أنظمة القيادة الذاتية وتتميز منتجات هيساي بأدائها القوي وتكلفتها التنافسية مما يجعلها خيار مثالي لشركات مثل مرسيدس التي تسعى إلى تقديم سيارات ذكية بأسعار معقولة دون المساس بالجودة.

تأتي هذه الشراكة في وقت حرج حيث تتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع محاولات واشنطن فرض قيود على استخدام المكونات والبرمجيات الصينية في الصناعات الحيوية بما في ذلك قطاع السيارات ومع ذلك يبدو أن شركات السيارات الألمانية التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي تجد نفسها مضطرة لموازنة بين الضغوط الجيوسياسية ومتطلبات السوق العالمي.

مرسيدس كواحدة من أبرز الشركات في هذا المجال اختارت الانفتاح على الموردين الصينيين كجزء من استراتيجيتها لتعزيز تنافسيتها العالمية وأكد مصدر مطلع أن القرار كان مدفوع بشكل أساسي بالجوانب الاقتصادية حيث تقدم هيساي حلول تتفوق من حيث الأداء والتكلفة مقارنة بالبدائل المتاحة في السوق.

من جانبها أعلنت هيساي عن توقيع عقد حصري طويل الأمد لتزويد واحدة من أكبر شركات السيارات الأوروبية بتقنياتها المتقدمة وعلى الرغم من عدم الكشف عن اسم الشركة رسميًا إلا أن المؤشرات تشير إلى أن العقد يتعلق بمرسيدس وقال أندرو فان المدير المالي لهيساي إن القرار كان تجاري بحت من قبل الشريك الأوروبي مشير إلى صعوبة العثور على بدائل تنافسية من حيث الأداء والسعر.

وفي إطار سعيها لمواكبة الطلب المتزايد تعمل هيساي على توسيع خطوط إنتاجها في الصين لتحقيق طاقة إنتاجية تتجاوز مليوني وحدة سنويًا. كما تخطط الشركة لإنشاء منشآت إنتاج خارج الصين بحلول أوائل العام المقبل في محاولة للتغلب على التحديات اللوجستية والرسوم الجمركية.

في الوقت نفسه تشهد السوق الصينية منافسة محتدمة لتطوير سيارات ذكية بأسعار معقولة على سبيل المثال أطلقت شركة Leapmotor مؤخرًا سيارة SUV جديدة مزودة بتقنية قيادة ذكية متقدمة بسعر يقل عن 18 ألف دولار هذه السيارة تعتمد على مستشعرات ليدار من إنتاج هيساي والتي تأتي بتكلفة منخفضة جدًا تصل إلى حوالي 200 دولار فقط مما يجعلها أرخص حتى من بعض مكونات السلامة التقليدية مثل أحزمة الأمان والوسائد الهوائية.

الشراكة بين مرسيدس وهيساي تمثل نقطة تحول هامة في صناعة السيارات حيث تشير إلى أن التقنيات الصينية بدأت تكتسب ثقة الشركات العالمية الكبرى ومع استمرار التحولات نحو القيادة الذاتية والسيارات الذكية من المتوقع أن تلعب شركات مثل هيساي دور متزايد الأهمية في تشكيل مستقبل قطاع النقل.

بينما تواجه هذه الخطوة تحديات جيوسياسية وتنظيمية فإنها تعكس أيضًا الواقع الجديد الذي تفرضه العولمة والتكنولوجيا الابتكار لا يعرف حدود والشركات التي تستطيع التكيف مع هذا الواقع ستكون الأكثر قدرة على تحقيق النجاح في الأسواق العالمية.

تم نسخ الرابط