نوستالجيا رمضان.. حديث فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وخواطر إيمانية

بسم الله.. والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.. ما أن تسمع تلك الكلمات مجتمعة معًا إلا ويخطر ببالك على الفور حديث إمام الدعاة، الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي يعد واحدًا من أبرز الدعاة في مصر والعالم العربي، وكان له حضور طاغٍ في كل بيت مصري وعربي، وخاصة في شهر رمضان المبارك.

خواطر تروح عطش الصائمين

وبموسيقى برنامجه الشهير "خواطر" وبحكمه الرائعة، وكلماته المؤثرة، وأسلوبه المبسط في تفسير آيات القران الكريم، استطاع أن يجمع شعوب العالم العربي على الاستماع والاستمتاع بدروسه، خاصة أن برنامجه كان يذاع قبل أذان المغرب.

وتربت أجيال على برنامج خواطر، الذي ظل يذاع في نفس الموعد، حتى بعد وفاته، فتحول من برنامج ديني إلى طقس رمضاني، فكان حديثه يلامس القلوب ويفتح نوافذ الفهم لآيات القرآن الكريم، مما جعل رمضان بالنسبة للمشاهدين فرصة للعلم والنور الروحي.

رمضان وإمام الدعاة

لا يمكن الحديث عن رمضان في مصر دون أن تذكر كلمة "الشعراوي" التي ارتبطت بدوره الفعال في نشر تعاليم الإسلام وفهم القرآن الكريم، إذ كان يشتهر بعلمه الواسع وقدرته على تبسيط المعاني العميقة للقرآن الكريم. 

وخلال الشهر الكريم كان لديه دورًا كبير في توضيح حكمة الصيام وتفسيره الشيق وشرحه العميق للآيات القرآنية التي تتعلق بالشهر الفضيل.

له أسلوبه الخاص

تميزت دروس الشيخ الشعراوي في رمضان ببساطتها، حيث كان يستخدم أسلوبه الفريد في عرض المفاهيم الدينية بطريقة سلسة قريبة إلى قلب المشاهد، مما جعل من تفسير القرآن جزءاً أساسياً من طقوس رمضان في كل بيت. بل كان شعور الكثيرين أن رمضان لا يبدأ إلا بكلامه، وأن حديثه عن الصيام كان بمثابة استراحة روحية تساعد على التقرب إلى الله.

حديث الشيخ الشعراوي عن الصيام

كانت أحاديث الشيخ الشعراوي في رمضان تعتمد على الإشارة إلى عظمة هذا الشهر، وفوائد الصيام الروحية، وكيف أن الصيام ليس فقط امتناعاً عن الطعام والشراب، بل هو فرصة للتطهر الروحي والتقرب من الله. 

كان يركز في تفسير آيات الصيام في سورة البقرة، ويشرح معانيها ببساطة وعمق، ويبين كيف أن الصوم ليس عبادة فحسب، بل هو تدريب على الصبر والتحمل، وعلاقة مباشرة بين العبد وربه، وكيف أن الله فرض الصيام في رمضان ليفتح للعباد أبواب الرحمة والمغفرة، وأوضح كيف أن هذا الشهر كان له فضل عظيم على المسلمين في التقرب إلى الله وتزكية النفس.

استمرارية تأثيره

على الرغم من وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي في عام 1998، إلا أن تأثيره لا يزال مستمرًا في قلوب الكثيرين، ومحاضراته وبرامجه الرمضانية لازالت تعرض حتى وقتنا هذا.

اقرأ أيضًا: "زكية زكريا وانفخ البلالين يا نجاتي".. حكاية الكاميرا الخفية مع إبراهيم نصر