رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق
ترند ريل
الاشراف العام
دينا سامي

"ميتا" تطلق مشروع كابلات بحرية عملاقة لتعزيز الاتصال الرقمي العالمي

ترند ريل

أعلنت شركة "ميتا" الأميركية المالكة لمنصات "فيسبوك" و"إنستغرام" عن إطلاق مشروع كابلات بحرية ضخم يربط بين خمس قارات ويمتد لأكثر من 50 ألف كيلومتر في خطوة تهدف إلى تحسين البنية التحتية الرقمية العالمية وتعزيز سرعة نقل البيانات وموثوقيتها يحمل هذا المشروع اسم "ووترورث" وتصفه الشركة بأنه الأكثر طموح في مجال الكابلات البحرية حيث من المتوقع أن يوفر قدرة اتصال متقدمة للولايات المتحدة والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا إلى جانب العديد من المناطق الأخرى.

يمثل المشروع استثمار هائل بمليارات الدولارات يمتد لعدة سنوات ويعكس التوجه الجديد لشركات التكنولوجيا العملاقة في تطوير بنيتها التحتية الخاصة بدلًا من الاعتماد على مزودي الخدمات التقليديين تعد الكابلات البحرية عنصر أساسي في بنية الإنترنت الحديثة حيث تنقل ما يقارب 99% من إجمالي البيانات الدولية ما يجعلها أحد الأعمدة الأساسية لربط العالم رقميًا. ووفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) هناك حوالي 450 كابل بحري تمتد على مسافة 1.2 مليون كيلومتر تحت المحيطات ما يؤكد الأهمية المتزايدة لهذه التكنولوجيا في المشهد الرقمي العالمي.

أهمية المشروع والتغيرات في سوق الكابلات البحرية

حتى وقت قريب كانت سوق الكابلات البحرية تهيمن عليها أربع شركات رئيسية: "ساب كوم" الأميركية، و"ألكاتيل سابمارين نتووركس" الفرنسية، و"نيبون إلكتريك كومباني" اليابانية، و"إتش إم إن تكنولوجيز" الصينية ومع ذلك بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "ميتا"، و"غوغل"، و"أمازون" في إنشاء شبكات كابلات خاصة بها لضمان سرعة البيانات وتقليل الاعتماد على مقدمي الخدمات التقليديين مما يشكل تحول في المشهد الرقمي.

يمثل "ووترورث" جزء من هذا الاتجاه حيث تسعى "ميتا" إلى تأمين تحكم أكبر في عمليات نقل البيانات عبر محيطات العالم خاصة مع تزايد الاعتماد على خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتي تتطلب موارد ضخمة لضمان كفاءة الأداء واستقرار الاتصال.

 

رغم الفوائد الكبيرة التي يوفرها المشروع فإن نشر الكابلات البحرية يواجه العديد من التحديات البيئية والأمنية من الناحية الطبيعية يمكن أن تتسبب الانهيارات الأرضية تحت البحر وأمواج التسونامي والكوارث البيئية الأخرى في إلحاق أضرار جسيمة بهذه الكابلات كذلك تتعرض بعض الكابلات للتلف بسبب مراسي السفن أو أنشطة الصيد الجائر في بعض المناطق.

بالإضافة إلى المخاطر البيئية تشكل العوامل الأمنية تحدي آخر إذ يمكن أن تكون الكابلات البحرية هدف لعمليات التخريب أو التجسس من جهات حكومية أو غير حكومية وهو ما دفع العديد من الدول إلى اتخاذ تدابير إضافية لحماية هذه البنية التحتية الحيوية.

 

مع التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المعتمدة على البيانات الضخمة من المتوقع أن يرتفع الطلب على قدرات الإنترنت العالمية خلال السنوات المقبلة يتطلب تشغيل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحليل البيانات والبث الفوري والحوسبة السحابية شبكات اتصالات أكثر قوة وكفاءة لذلك، يعد "ووترورث" خطوة أساسية في تلبية هذه المتطلبات المتزايدة حيث ستوفر الكابلات البحرية الجديدة اتصالًا أسرع وأكثر استقرار للشركات والأفراد في مختلف أنحاء العالم.

بفضل استثمارات ضخمة مثل هذا المشروع تعزز "ميتا" دورها كمزود رئيسي للبنية التحتية الرقمية ما قد يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في المستقبل ومع استمرار تطور الإنترنت وزيادة الاعتماد عليه يبقى الاستثمار في الكابلات البحرية من أهم العوامل التي ستحدد مستقبل الاتصال الرقمي العالمي.

تم نسخ الرابط