إطلاق محمد بن زايد سات قفزة إماراتية جديدة في مجال استكشاف الفضاء

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن بدء التحضيرات النهائية لإطلاق القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" الذي يعد واحد من أكثر الأقمار تطور في المنطقة جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي أقيم في مقر المركز في دبي بحضور سالم حميد المري مدير عام المركز وعامر الصايغ الغافري مدير مشروع القمر إضافة إلى عدد من أعضاء الفريق العامل على تطوير القمر الاصطناعي.
يرتكز مشروع "محمد بن زايد سات" على رؤية استراتيجية للابتكار والتطور التكنولوجي في مجال الفضاء وقد تم الإعلان عنه لأول مرة في عام 2020 من قبل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وذلك تيمن باسم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يمثل هذا المشروع خطوة متقدمة نحو تعزيز قدرة دولة الإمارات في مجالات استكشاف الفضاء واستخدام تقنياته الحديثة.
بني القمر الاصطناعي بالكامل في دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أن يتم نقله إلى المعهد الكوري لأبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية حيث خضع لاختبارات بيئية صارمة لضمان قدرته على تحمل الظروف القاسية للفضاء شملت هذه الاختبارات اختبارات الفراغ الحراري، الاهتزاز، الصوتيات، وخصائص الكتلة لتأكيد جودته وأدائه في الفضاء بعد اجتيازه هذه الاختبارات بنجاح تم نقل القمر إلى موقع الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية استعداد للمرحلة النهائية من التحضيرات.
يعتبر القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات" من أرقى وأحدث الابتكارات في مجال الأقمار الاصطناعية فهو يتميز بقدرة غير مسبوقة على التقاط الصور بدقة عالية تفوق الأقمار الاصطناعية السابقة بمرتين مما يمكنه من تقديم صور دقيقة تتفوق عشر مرات على الأقمار التقليدية فضلاً عن ذلك فإن القمر يتيح معالجة الصور وتسليمها في فترة زمنية قصيرة تصل إلى أقل من ساعتين مما يسهم في تحسين استجابة الأزمات واتخاذ القرارات الحيوية بسرعة.
وتشمل التطبيقات المستقبلية لهذا القمر الاصطناعي العديد من المجالات الحيوية مثل مراقبة البيئة، إدارة الكوارث، وتخطيط المدن حيث سيكون قادرعلى تزويد صناع القرار بالبيانات الحية في وقت قياسي مما يساعد في تحسين الأداء في هذه المجالات وقد أشار سالم حميد المري مدير مركز محمد بن راشد للفضاء إلى أن "محمد بن زايد سات" سيعزز بشكل كبير قدرات المركز على رصد الأرض ويضع معيار جديد في هذا المجال من خلال تقنيات التصوير المتقدمة.
أضاف المري أن القمر الاصطناعي سيكون جزء من الأسطول الإماراتي للأقمار الاصطناعية مما يعزز قدرة المركز على تبادل البيانات بشكل سريع على مدار الساعة كما أشار إلى أن هذه التقنيات ستساعد في تحسين تطبيقات متنوعة تشمل رسم الخرائط، مراقبة البيئة، الملاحة، والإغاثة في حالات الكوارث.
من جانبه قال عامر الصايغ الغافري مدير مشروع "محمد بن زايد سات" إن القمر الاصطناعي يمثل خطوة هامة في مجال الابتكار التكنولوجي والهندسة الدقيقة حيث تم تزويده بأحدث أنظمة التصوير لضمان تقديم بيانات عالية الجودة وبسرعة غير مسبوقة وأكد أن القمر سيكون أداة مبتكرة في مجال رصد الأرض وسيدعم مجموعة من القطاعات بداية من مراقبة البيئة وحتى إدارة البنية التحتية وإغاثة المناطق المنكوبة.
وأوضحت حصة علي حسين نائب مدير المشروع أن "محمد بن زايد سات" يساهم في تعزيز الاقتصاد الفضائي في دولة الإمارات حيث قامت العديد من الشركات الإماراتية المرموقة بالمشاركة في تصنيع 90% من هيكل القمر والعديد من وحداته الإلكترونية ومن أبرز هذه الشركات ستراتا والإمارات العالمية للألومنيوم، وهالكن، وفالكون، وEPI، وركفورد زيليركس. وقالت إن هذه الشراكات لا تعزز فقط قدرات الإمارات في تكنولوجيا الفضاء بل تسهم أيضًا في نقل المعرفة وتدريب الكوادر الإماراتية على المهارات المتقدمة مما يساهم في تعزيز الحضور التنافسي للدولة على الساحة العالمية في مجال الفضاء.
تجدر الإشارة إلى أن هذا القمر الاصطناعي يعد تجسيد لتفوق الإمارات في مجال الفضاء حيث تم تطويره بالكامل على يد مهندسين إماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء ويمثل هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة الدولة في مجال الفضاء ويعكس التزام القيادة الإماراتية بتحقيق الريادة في علوم الفضاء ودعم التنمية المستدامة.
"محمد بن زايد سات" مثال حي على التقدم الكبير الذي حققته الإمارات في مجال الفضاء ويعزز المكانة المتقدمة التي تحتلها الدولة في هذه الصناعة المستقبلية وبإطلاقه ستسهم الإمارات بشكل كبير في توفير تقنيات متطورة لتحسين حياة البشر والمساهمة في تقدم العلوم والتكنولوجيا على مستوى العالم.