السير مجدي يعقوب أسطورة الطب وجراح القلب المبتكر

السير مجدي يعقوب أسطورة الطب وجراحة القلب ولد في 16 نوفمبر 1935 في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية بمصر منذ نشأته كان مجدي يعقوب محاط بأجواء الطب والعلم حيث كان والده طبيب عام ما ساهم في تشكيل شغفه المبكر بالمجال الطبي التحق بكلية الطب بجامعة القاهرة وتخرج عام 1957 لينطلق بعدها إلى المملكة المتحدة لتخصصه في جراحة القلب والصدر متأثرًا بوفاة عمته بسبب مرض في القلب.
البدايات
عمل مجدي يعقوب في البداية بمستشفى الصدر بلندن حيث بدأ في تطوير تقنيات حديثة في جراحة القلب اختياره لهذا المجال لم يكن عشوائيًا فقد قرر تكريس حياته لإنقاذ مرضى القلب بعد التجربة الشخصية التي مر بها في وفاة عمته في الستينيات تميز يعقوب بابتكاراته الطبية واستطاع في السبعينيات والثمانينيات أن يرسخ اسمه كرائد عالمي في زراعة القلب حيث أجرى أول عملية زراعة قلب ورئتين في المملكة المتحدة ووصل عدد العمليات التي أجراها طوال مسيرته إلى أكثر من 20 ألف عملية بما في ذلك ما يزيد عن 2000 عملية زراعة قلب.
الابتكار الطبي الصمامات الحية
في تطور وصف بالثوري أعلن السير مجدي يعقوب عن ابتكار صمامات قلب طبيعية تنمو داخل جسم المريض لتصبح بمثابة نقلة نوعية في علاج أمراض القلب تعتمد التقنية على زرع صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف حيوية تتفاعل مع خلايا الجسم هذه الألياف تعمل كسقالة ما يسمح لخلايا المريض بالنمو عليها لتكوين صمام حي مكون بالكامل من أنسجة المريض نفسه ومع الوقت تذوب الألياف تاركة صمام طبيعي يتكيف مع نمو الجسم وهو ما يمثل حلا مستدام للأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية.
وأوضح يعقوب أن هذا الابتكار سيحدث تحول جذري في علاج أمراض القلب حيث ستنهي هذه الصمامات الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة خاصة للأطفال وبدأ فريقه في تطبيق التقنية على مجموعة أولية من المرضى تتراوح بين 50 و100 شخص.
إنجازات
زراعة القلب للأطفال: من أوائل الجراحين الذين ركزوا على زراعة القلب للأطفال مما أنقذ حياة آلاف المرضى.
تطوير الصمامات الصناعية: ساهم في تصميم صمامات تستخدم على نطاق واسع عالميًا.
إنشاء برنامج زراعة القلب في بريطانيا: ساعد في جعل بريطانيا مركزًا عالميًا لجراحات القلب.
يعتبر يعقوب شخصية إنسانية فريدة وركز بشكل كبير على تقديم الرعاية الطبية لغير القادرين
مساعدات في مناطق الأزمات: كان من أوائل الأطباء الذين سافروا إلى مناطق نزاعات وأزمات إنسانية لتقديم المساعدة الطبية
العمل مع الأطفال: تخصص في علاج أمراض القلب الخلقية للأطفال حيث كان يؤمن بأن الأطفال يستحقون فرصة للحياة الكاملة.
عمل يعقوب في جميع أنحاء العالم وقام بإجراء عمليات جراحية في بلدان نامية حيث كان المرضى يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية.
التعاون الدولي: تعاون مع فرق طبية من مختلف الدول بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لتعزيز التقدم في علاج أمراض القلب.
مبادرات التكنولوجيا الطبية: عمل على إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى العديد من المستشفيات في البلدان النامية مما أدى إلى تحسين جودة الرعاية الطبية بشكل كبير.
مركز أسوان للقلب
رغم نجاحه العالمي لم ينسَ يعقوب وطنه في عام 2009 أسس مركز أسوان للقلب لتقديم خدمات طبية مجانية للفقراء يركز المركز على علاج الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية إلى جانب تدريب أطباء مصريين ودوليين.
الإسهامات الإنسانية والخيرية
جمعية "سلاسل الأمل": أسس يعقوب هذه الجمعية لعلاج مرضى القلب في الدول النامية مثل إثيوبيا ورواندا مع التركيز على تدريب الأطباء المحليين.
مساعدات في مناطق الأزمات: أجرى عمليات في مناطق نزاعات ليصبح رمزًا للإنسانية العالمية.
التكريمات
- وسام فارس: من الملكة إليزابيث الثانية عام 1991.
- جائزة فخر بريطانيا: عام 2007 لدوره الإنساني الكبير.
- وسام الاستحقاق البريطاني: عام 2014.
- جائزة القلب الذهبي: من الجمعية الأوروبية لأمراض القلب.
- جائزة نيلسون مانديلا الإنسانية: تقديرًا لإسهاماته في أفريقيا.
الأبحاث الطبية
نشر يعقوب أكثر من 400 بحث علمي في مجلات طبية مرموقة شملت أبحاثه تقنيات الطب التجديدي واستخدام الخلايا الجذعية لعلاج مشاكل القلب كما ساعد في تطوير أجهزة لدعم وظائف القلب ما جعل جراحاته أكثر أمان وفعالية.
يعقوب لم يكتفِ فقط بإجراء العمليات الجراحية بل أسهم أيضًا في الأبحاث الطبية التي أحدثت تطورًا كبيرًا
- ساعد في تطوير تقنيات لزراعة الأنسجة والخلايا الجذعية لعلاج مشاكل القلب مما يعتبر تقدم كبير في هذا المجال.
- شارك في كتابة مئات الأبحاث التي ساهمت في تطوير جراحة القلب وجعلتها أكثر أمان ودقة.
يمثل يعقوب قدوة للأطباء الشباب في مصر والعالم إذ يحرص على تنظيم ورش عمل لتدريب الجراحين بفضل أعماله الطبية والإنسانية بات رمز عالمي للأمل والعطاء ليؤكد أن الطب رسالة تتجاوز الحدود تظل إنجازاته الطبية والإنسانية مصدر إلهام للأجيال القادمة ويستمر إرثه من خلال المؤسسات التي أسسها والمرضى الذين أنقذهم.