رشدي راشد رائد تاريخ العلوم والفلسفة في الحضارة الإسلامية
رشدي حفني راشد المولود في القاهرة عام 1936 هو عالم رياضيات وفيلسوف ومؤرخ للعلوم يعتبر من أبرز الباحثين في تاريخ العلوم العربية والإسلامية حصل على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة ثم انتقل إلى باريس حيث نال ليسانس في الرياضيات ودكتوراه الدولة في تاريخ الرياضيات وتطبيقاتها من جامعة باريس.
بدأ راشد مسيرته الأكاديمية بالعمل باحثا في المركز القومي للبحث العلمي في باريس حيث ترقى إلى مدير للأبحاث من الطبقة الممتازة. أدار وحدة الإبستيمولوجيا وتاريخ العلوم الدقيقة وقسم الدكتوراه في فلسفة العلوم وتاريخها بالإضافة إلى مركز تاريخ العلوم والفلسفة العربية بالمركز القومي وجامعة باريس السابعة.
كرس راشد جهوده لإحياء التراث العلمي العربي حيث قام بتحقيق وترجمة وشرح أعمال علماء رياضيات وفلاسفة مسلمين مثل ابن الهيثم والخوارزمي والكندي وعمر الخيام والسموأل ساهمت أعماله في تقديم حقائق تاريخية جديدة عن هؤلاء العلماء مما أعاد الاعتبار للعلم العربي الكلاسيكي.
من أبرز مؤلفاته إشرافه على "موسوعة تاريخ العلوم العربية" التي صدرت طبعتها الأولى في لندن ونيويورك عام 1996 تعد هذه الموسوعة مرجع هام في دراسة تاريخ العلوم العربية والإسلامية.
حصل راشد على العديد من الجوائز والتكريمات، منها
وسام جوقة الشرف من رتبة فارس (1989).
ميدالية المركز الوطني للبحث العلمي البرونزية (1977).
جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية (2007) تقديرًا لجهوده في إبراز العلوم الإسلامية.
جائزة سلطان بن علي العويس (2014) في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية.
جائزة الشيخ زايد للكتاب (2016) في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى.
يعتبر رشدي راشد من أبرز المؤرخين الذين ساهموا في إعادة الاعتبار للعلم العربي الكلاسيكي حيث أظهر من خلال أبحاثه الدور المحوري الذي لعبه العلماء المسلمون في تطوير العلوم خاصة في مجالات الرياضيات والفلك والفيزياء كما ساهمت أعماله في تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة حول تاريخ العلوم مؤكدًا على الأهمية الكبيرة للتراث العلمي العربي في تشكيل الحضارة الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك شغل راشد مناصب أكاديمية مرموقة حيث عمل أستاذ في جامعة باريس ديديرو وأستاذ فخري في جامعة طوكيو باليابان وجامعة المنصورة في مصر.
تعد إسهامات رشدي راشد في مجال تاريخ العلوم مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بهذا المجال حيث نجح في تقديم رؤية شاملة وعميقة لتطور العلوم في الحضارة الإسلامية مما ساهم في تعزيز الفهم العالمي للدور الذي لعبته هذه الحضارة في تقدم البشرية.