توحيدة بن الشيخ رائدة الطب والإنسانية في تونس
توحيدة بن الشيخ (1909–2010) هي أول طبيبة عربية مسلمة في العالم العربي وأحد أبرز الشخصيات التي أثرت في مجال الطب والعمل الاجتماعي في تونس ولدت في الثاني من يناير عام 1909 في بلدة رأس الجبل شمال تونس لعائلة ميسورة الحال كان والدها مالكًا للعقارات مما ساهم في توفير بيئة ملائمة لتعليمها وتطورها العلمي.
حصلت توحيدة على تعليمها في مدرسة الصادقية بالعاصمة تونس حيث برزت بتفوقها الدراسي أكملت دراستها الجامعية في الطب بجامعة السوربون في باريس وتخرجت عام 1936 بشهادة دكتوراه لتصبح أول طبيبة تونسية وعربية مسلمة في التاريخ الحديث بعد عودتها إلى تونس، فتحت عيادتها الخاصة متخصصة في الطب العام قبل أن تتحول إلى مجال طب النساء والتوليد.
كانت توحيدة بن الشيخ تعرف بلقب "طبيبة الفقراء" إذ كانت تقدم خدماتها الطبية للنساء من الفئات الأقل حظ مجانا أو بتكاليف رمزية إلى جانب عملها الطبي شاركت بنشاط في مؤسسات اجتماعية تهدف لتحسين أوضاع النساء والأطفال خلال الحرب العالمية الثانية كما أسست جمعية الإسعاف الاجتماعي التي ساعدت الجرحى والفقراء في عام 1950 وأسست جمعية "القماطة التونسية" التي ركزت على تحسين صحة الأمهات والرضع من الطبقات الفقيرة وذلك عبر نشر الوعي الصحي وتعزيز مهارات رعاية الأطفال.
كما شغلت منصب نائب رئيس الهلال الأحمر التونسي وساهمت في العديد من الأنشطة التي هدفت إلى تحسين النظام الصحي في تونس خلال فترات التحول السياسي والاجتماعي.
لم يقتصر تأثير توحيدة على حياتها المهنية والاجتماعية فحسب بل امتد ليكون إرث ملهم للأجيال القادمة في عام 2020 قام البنك المركزي التونسي بتكريمها بوضع صورتها على الورقة النقدية من فئة 10 دنانير في إشارة إلى إنجازاتها العظيمة ودورها في تمكين المرأة التونسية كما احتفى بها محرك البحث "جوجل" في إحدى المناسبات السنوية لتسليط الضوء على سيرتها الملهمة.
توفيت توحيدة بن الشيخ في السادس من ديسمبر عام 2010 لكنها تركت إرث غني يلهم الأجيال ليس فقط كطبيبة بل كنموذج للمرأة التي استطاعت تغيير مجتمعها من خلال العلم والعمل الإنساني