بدأ بفكرة من كمال الملاخ ودعمه عبدالحليم حافظ.. كيف وصل مهرجان القاهرة السينمائي لشكله الحالي؟
لا شك أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، شهد تطوراً ملحوظاً على جميع الأصعدة، ليثبت مكانته كأحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم العربي وأفريقيا منذ انطلاق دورته الأولى في عام 1976 أي بعد 3 سنوات من حرب أكتوبر وحتى الآن تزامناً مع انتهاء دورته الـ45.
مهرجان القاهرة بدأ بفكرة من كمال الملاخ
تأسس مهرجان القاهرة السينمائي في عام 1976 على أيدي نخبة من صناع السينما والنقاد في مصر، برئاسة كمال الملاخ، الذي ظل رئيسًا للمهرجان لمدة سبع سنوات متتالية حتى عام 1983.
وجاء تأسيس هذا المهرجان كمحاولة لتعزيز الحركة السينمائية العربية وتوفير منصة لعرض الأفلام العربية والأجنبية وتبادل الخبرات بين صناع السينما من مختلف أنحاء العالم.
رعاة المهرجان بين الماضي والحاضر
وشهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تحولاً كبيراً في طبيعة الرعاة على مدار تاريخه، ورغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها مصر في أعقاب حرب أكتوبر، نجح مهرجان القاهرة في إقامة دورته الأولى بدعم من نجوم الفن المصري، حيث تولى عبدالحليم حافظ ونجوى فؤاد ووردة مهمة دعم المهرجان بإحياء حفلات خاصة وتخصيص أرباحها لصالح المهرجان، أما خلال دوراته الماضية، باتت الشركات المصرية تتبنى هذا الدور، وظل المهرجان محافظاً على دوره في دعم القضايا العربية، حيث خصص الدورة الحالية للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
من خلال الرجوع إلى فيديوهات أرشيفية للدورة الأولى لمهرجان القاهرة السينمائي، تبين أن تلك الدورة حضرتها النجمة العالمية كلوديا كاردينالي التي دعاها الفنان الراحل عمر الشريف لحضور افتتاح المهرجان، بالإضافة إلى مشاركة كمال الشناوي وحسين فهمي وميرفت أمين وسهير رمزي ومحمد عوض، وممدوح سالم الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في هذا الوقت.
أما الدورة الثالثة للمهرجان التي عقدت في 1979 حضرها نور الشريف وزوجته بوسي، ومحمود ياسين وزوجته شهيرة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين.
تطور مسابقات المهرجان
وشهدت مسابقات مهرجان القاهرة السينمائي تطوراً كبيراً على مر السنوات، حيث بدأ المهرجان بمسابقات محدودة ثم توسعت تدريجياً لتشمل مجموعة واسعة من المسابقات التي تلبي أذواق مختلف شرائح الجمهور.
ومن أبرز هذه المسابقات، مسابقة الأفلام الطويلة التي تعد القلب النابض للمهرجان، حيث يتم فيها عرض مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة التي تنافس على جوائز المهرجان المختلفة، أما مسابقة الأفلام القصيرة تتيح هذه المسابقة للمخرجين الشباب فرصة لعرض أعمالهم وتطوير مواهبهم.
ومسابقة الأفلام الوثائقية التي تقدم نظرة عميقة في القضايا الاجتماعية والثقافية من خلال لغة السينما الوثائقية، ومسابقة الأفلام المصرية التي خصصت لدعم صناعة السينما المصرية وعرض أحدث الإنتاجات السينمائية المصرية، مروراً بمسابقة أسبوع النقاد التي قدمت فرصة لعرض مجموعة من الأفلام المستقلة والأفلام التي تحمل رؤى جديدة ومبتكرة.
ومع مرور السنوات، تمكن مهرجان القاهرة السينمائي من ترسيخ مكانته، وذلك بفضل تنوع الأفلام المعروضة، حيث يشهد المهرجان مشاركة واسعة من مختلف دول العالم، مما يوفر للجمهور فرصة مشاهدة أفلام من ثقافات متنوعة.
ويقدم المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات المصاحبة مثل ورش العمل والندوات وحلقات النقاش، مما يساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين صناع السينما، بالإضافة إلى حرصه على تكريم رموز السينما العربية والعالمية.