خديجة عريب رحلة سياسية من المغرب إلى قمة البرلمان الهولندي
خديجة عريب شخصية بارزة في السياسة الهولندية ولدت في المغرب عام 1960 في مدينة الدار البيضاء انتقلت إلى هولندا في طفولتها مع عائلتها حيث تابعت دراستها واستطاعت أن تنخرط في الحياة السياسية والاجتماعية لتصبح رمزا للاندماج والنجاح درست علم الاجتماع في جامعة أمستردام وركزت في أبحاثها على قضايا الاندماج والهجرة مما ساهم في تشكيل مسيرتها السياسية والاجتماعية
بدأت عريب حياتها المهنية في العمل الاجتماعي والتطوعي وبرزت كمدافعة قوية عن حقوق المرأة والمهاجرين انتخبت عضوة في البرلمان الهولندي عن الحزب العمالي عام 1998 حيث ركزت على ملفات الصحة العامة قضايا الهجرة والمساواة بين الجنسين رغم انقطاع قصير بين عامي 2006 و2007 استمرت في خدمة القضايا التي تؤمن بها بشغف
في يناير 2016 حققت إنجازًا تاريخيًا بفوزها بمنصب رئيسة البرلمان الهولندي (الغرفة الثانية) أثار انتخابها جدلًا في الأوساط السياسية الهولندية خاصة من التيارات اليمينية، حيث اعتبر لحظة رمزية لنجاح المهاجرين في المشهد السياسي الأوروبي حصلت على 83 صوت من أصل 134 صوت متفوقة على منافسيها من السياسيين الهولنديين البارزين
تركزت جهود خديجة عريب على قضايا العنصرية والتمييز وحقوق المرأة لاسيما النساء المهاجرات لعبت دور كبير في تحسين أوضاع المهاجرات المغربيات والتركيات اللواتي تعرضن للإهمال بعد تركهن من قبل أزواجهن في بلدانهن الأصلية بفضل مبادرتها تم إنشاء برامج خاصة لاستقبالهن في السفارات الهولندية بالمغرب وتركيا وتقديم الدعم لهن
كما ساهمت عريب في صياغة سياسات فعالة لدعم النساء المهاجرات اللاتي يعانين من صعوبات في الاندماج داخل المجتمع الهولندي مثل توفير تعليم اللغة الهولندية والتوجيه المهني
بالإضافة إلى دورها السياسي تعد عريب كاتبة معروفة من أبرز أعمالها
"المرأة المغربية في هولندا" (1992) كتاب يسلط الضوء على تحديات النساء المغربيات في المجتمعات الغربية
رغم نجاحاتها واجهت عريب تحديات وانتقادات من بعض الأطراف اليمينية في هولندا التي عارضت تعيينها في المناصب العليا بسبب جنسيتها المزدوجة ومع ذلك أكدت عريب على اعتزازها بجذورها المغربية معتبرة أن التنوع الثقافي يشكل قوة للمجتمع الهولندي