نعمت شفيق مسيرة اقتصادية مشرفة من الإسكندرية إلى رئاسة جامعة كولومبيا
نعمت شفيق المعروفة أيضًا بلقب "مينوش" هي شخصية اقتصادية بارزة من أصول مصرية ولدت عام 1962 في الإسكندرية نشأت في أسرة تهتم بالعلم إذ كان والدها الدكتور طلعت شفيق أستاذًا في الكيمياء انتقلت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة في طفولتها ثم عادت لفترة إلى مصر حيث أكملت تعليمها الثانوي بعد قضاء عام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة درست في جامعة ماساتشوستس بأمريكا وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية تلتها درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد ثم درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد حيث بدأت رحلة تميز أكاديمية ومهنية مشرفة.
بدأت شفيق مسيرتها المهنية في البنك الدولي وسرعان ما تميزت بكونها أصغر نائب رئيس للبنك في سن السادسة والثلاثين حيث ركزت جهودها على قضايا التنمية والبنية التحتية وتعزيز القطاع الخاص وعينت بعدها كنائبة مدير عام لصندوق النقد الدولي حيث تولت مسؤوليات بارزة خلال أزمة الديون الأوروبية كما شغلت لاحقا منصب نائب محافظ بنك إنجلترا حيث كانت من القلائل الذين انضموا إلى لجان السياسة النقدية والمالية للبنك وتولت إدارة ميزانية تتجاوز 500 مليار جنيه إسترليني.
بالإضافة إلى عملها في المؤسسات الاقتصادية تولت شفيق منصب رئيسة كلية لندن للاقتصاد (LSE) عام 2017 لتصبح بذلك أول سيدة في هذا الدور في يوليو 2023 تم تعيينها رئيسة لجامعة كولومبيا وهي بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الجامعة العريقة وصفها جوناثان لافين رئيس مجلس أمناء جامعة كولومبيا بأنها المرشحة المثالية مشيرًا إلى رؤيتها العميقة حول دور مؤسسات التعليم العالي في حل التحديات العالمية المعقدة وأشاد الرئيس الأسبق للجامعة لي سي بولينجر بـ"شفيق" ووصفها بالنموذج الملهم.
حصلت شفيق على العديد من الجوائز والتكريمات بما في ذلك اختيارها ضمن قائمة "أقوى 100 امرأة" عالميًا وتصدرت تصنيفات النساء الأكثر تأثيرًا تميزت أيضًا بمواقفها وكتاباتها في مجال الاقتصاد حيث شاركت في نشر أبحاث وكتب ركزت على التنمية الاقتصادية قضايا النوع الاجتماعي وسياسات الاقتصاد الكلي مما جعلها شخصية مرموقة في مجالات السياسة العامة والأكاديمية.
بهذه الخلفية تعد نعمت شفيق رمزا للنجاح النسائي في مجالات اقتصادية وأكاديمية عالمية وقد لعبت دورًا حيويًا في تعزيز وجود المرأة في المناصب القيادية في مؤسسات بارزة مثل جامعة كولومبيا وبنك إنجلترا.