حليمة النقبي رائدة إماراتية في تكنولوجيا زراعة الأعضاء وتطوير الطب الحيوي
حليمة النقبي باحثة طبية إماراتية شابة، تعد من الشخصيات المميزة في مجال تكنولوجيا زرع الأعضاء حيث ركزت في أبحاثها على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير تقنيات أكثر أماناً وفاعلية في زراعة الأعضاء بعد تخرجها من جامعة الإمارات العربية المتحدة حصلت على منحة لدراسة الطب الحيوي في جامعة أوروبية مرموقة حيث طورت خبراتها ومهاراتها في علوم الأعضاء وتقنيات زراعتها خاصة في ما يتعلق بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد.
نشأت حليمة في بيئة محفزة على التعلم في الإمارات العربية المتحدة مما أسهم في تطور اهتمامها المبكر بالعلوم والتكنولوجيا، التحقت بكلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة حيث حصلت على شهادة في العلوم الحيوية لاحقاً قادتها رغبتها في التعمق إلى استكمال الدراسات العليا في الخارج حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الطب الحيوي بتخصص دقيق في هندسة الأنسجة وتقنيات زرع الأعضاء.
خلال سنوات دراستها أظهرت حليمة تميزاً أكاديمياً دفع أساتذتها إلى تشجيعها على المشاركة في برامج الأبحاث المتقدمة مما قادها إلى الانخراط في مشاريع علمية مشتركة مع مختبرات متخصصة حول العالم ومن خلال تلك التجارب اكتسبت حليمة معرفة متقدمة بتقنيات زراعة الأعضاء مثل استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في صنع نماذج الأنسجة التي تسهم في تحسين نتائج عمليات الزرع.
عملت حليمة على مشروع مبتكر يعزز تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج نماذج من الأنسجة القابلة للزرع في جسم الإنسان بهدف تقليل احتمالية رفض الجسم للأعضاء المزروعة، طورت هذه التقنية بتعاون مشترك مع فريق من الباحثين في أوروبا حيث تركزت أبحاثهم على تحسين نوعية المواد المستخدمة وتحديد الظروف الأمثل لنمو الأنسجة.
تكللت أبحاث حليمة بالنجاح عندما توصلت إلى تطوير نموذج أولي لنسيج من خلايا الكبد والذي يعتبر خطوة متقدمة في مجال زراعة الأعضاء الاصطناعية هذا الابتكار يمكنه مستقبلا تحسين نوعية الحياة للعديد من المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة.
كما كانت لها مساهمات مهمة في مجال "الأنسجة الذكية" حيث طورت خلايا يمكن تعديلها لتتوافق مع بيئة الجسم الطبيعية بعد الزرع مما يقلل من فرص رفض الجسم للعضو الجديد كما شاركت في أبحاث حول استخدام الخلايا الجذعية كوسيلة لإنتاج أنسجة تتناسب مع الاحتياجات الخاصة لكل مريض على حدة ما يجعل زراعة الأعضاء أكثر تخصيصاً ودقة.
نتيجة لإنجازاتها وأبحاثها الرائدة حصلت حليمة على عدة جوائز محلية ودولية من أبرزها جائزة "المرأة الإماراتية المتميزة" تقديراً لإسهاماتها في مجال التكنولوجيا الطبية كما حصلت على تمويل من عدة مؤسسات علمية عالمية مثل مؤسسة العلوم الأوروبية لمواصلة أبحاثها.
حظيت حليمة أيضاً بتقدير الأوساط الأكاديمية حيث دعيت لإلقاء محاضرات في مؤتمرات دولية مختصة من أبرزها المؤتمر العالمي لزراعة الأعضاء والمؤتمر الأوروبي لتكنولوجيا الطب الحيوي وقد أثنت عدة شخصيات علمية معروفة على دورها في تطوير المجال وعلى مساهماتها العلمية الملموسة.
تسعى حليمة إلى توسيع نطاق أبحاثها لتشمل تكنولوجيا الأنسجة الحيوية حيث تعمل حالياً على مشروع يهدف إلى إنشاء نموذج من أنسجة القلب باستخدام تقنيات الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد وترى أن هذه التقنية يمكنها إحداث ثورة في الطب بحيث يتمكن المرضى من الحصول على أعضاء مصممة خصيصاً لهم مما يسهم في خفض تكاليف العلاج وتجنب مشكلات رفض الجسم للعضو الجديد.
تأمل حليمة في أن تصبح تكنولوجيا زراعة الأعضاء متاحة وميسورة التكلفة بحيث يستفيد منها الجميع خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة وفي هذا السياق تعمل مع فرق بحثية عالمية لتطوير تقنيات منخفضة التكلفة بهدف نشر هذه التقنيات في مستشفيات العالم العربي لتلبية احتياجات المرضى المحليين.